أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَّارُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ ، يَقُولُ : قَالَ الْأَعْمَشُ : لَأَنْ أَتَصَدَّقُ بِكِسْرَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَدِّثَ بِسَبْعِينَ حَدِيثًا . فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي أُسَامَةَ ، فَقَالَ : قَدْ سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ ذَلِكَ
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ ، يَقُولُ : قِيلَ لِلْأَعْمَشِ : لَوْ حَدَّثْتَنَا ؟ فَقَالَ ، : لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِعَرَقٍ أَوْ رَغِيفٍ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِعَشَرَةِ أَحَادِيثَ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَشَّاشُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، قَالَ : مَا فِي الدُّنْيَا قَوْمٌ شَرٌّ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَأَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهُمَ مَا أَعْلَمُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْأَنْبُذُونِيُّ ، يَقُولُ قُرِئَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَرٍ الْبَغْدَادِيِّ ، حَدَّثَكُمُ الْقَوَارِيرِيُّ ، قَالَ : قَالَ لِي يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ : قَالَ الْأَعْمَشُ : لَوْ كَانَتْ لِي أَكْلُبٌ ، كُنْتُ أُرْسِلُهَا عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرِ بْنُ سَلِيطٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ ، يَقُولُ : : لَوْ خَلَا هَذَا الْبَابُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ لَسَرَقُوا حَدِيدَهُ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ : كَانَ الْأَعْمَشُ سَيِّءَ الْخُلُقِ ، جَافِيَ الطَّبْعِ ، بَخِيلًا بِالْحَدِيثِ ، عَسِيرًا فِي الرِّوَايَةِ ، وَأَخْبَارُهُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ مَشْهُورَةٌ فَمِنْهَا مَا
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، قَالَ : جَاءَ رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ إِلَى الْأَعْمَشِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ ، فَكَلَحَ وَجْهُهُ ، فَقَالَ لَهُ رَقَبَةُ : أَمَا وَاللَّهِ ، مَا عَلِمْتُكَ لَدَائِمُ الْقُطُوبِ ، سَرِيعُ الْمَلَالِ ، مُسْتَخِفٌ بِحَقِّ الزُّوَارِ لَكَأَنَّمَا تَسْعِطُ الْخَرْدَلَ إِذَا سُئِلَتَ الْحِكْمَةَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ ، قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْكُرَاعِيِّ ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُشْمَيْهَنِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ ، يَقُولُ : خَرَجْنَا فِي جَنَازَةٍ ، وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَقُودُ الْأَعْمَشَ . فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنَ الْجَنَازَةِ ، عَدْلَ بِهِ عَنِ الطَّرِيقِ . فَلَمَّا أَصْحَرَ ، قَالَ لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ ؟ أَنْتَ فِي جَبَّانَةِ كَذَا . لَا وَاللَّهِ لَا أُرُدُّكَ حَتَّى تَمْلَأَ أَلْوَاحِي حَدِيثًا . قَالَ : اكْتُبْ . فَلَمَّا مَلَأَ الْأَلْوَاحَ ، وَضَعَهَا فِي حِجْرِهِ ، وَأَخَذَ بِيَدِ الْأَعْمَشِ ، يَقُودُهُ . فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ ، لَقِيَهُ بَعْضُ مَعَارِفِهِ ، فَدَفَعَ الْأَلْوَاحَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا انْتَهَى الْأَعْمَشُ إِلَى بَابِهِ ، تَعَلَّقَ بِهِ ، وَقَالَ : خُذُوا الْأَلْوَاحَ مِنَ الْفَاسِقِ . قَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ فَاتَتْ . فَلَمَّا أَيِسَ مِنْهُ ، قَالَ : كُلُّ مَا حَدَّثْتُكَ كَذِبٌ . قَالَ الْفَتَى : أَنْتَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ تَكْذِبَ
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدٍ ، قَالَ : كَانَ الْأَعْمَشُ لَا يَدَعُ أَحَدًا يَقْعُدُ بِجَنْبِهِ . فَإِنْ قَعَدَ إِنْسَانٌ ، قَطَعَ الْحَدِيثَ وَقَامَ . وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ ، يَسْتَثْقُلُهُ . قَالَ : فَجَاءَ ، فَجَلَسَ بِجَنْبِهِ ، وَظَنَّ أَنَّ الْأَعْمَشَ لَا يَعْلَمُ . وَفَطِنَ الْأَعْمَشُ ، فَجَعَلُ يَتَنَخَّمُ ، وَيَبْزُقَ عَلَيْهِ ، وَالرَّجُلُ سَاكِتٌ ، مَخَافَةَ أَنْ يَقْطَعَ الْحَدِيثَ
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : سَأَلَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ الْأَعْمَشَ عَنْ إِسْنَادِ ، حَدِيثٍ ، فَأَخَذَ بِحَلْقَهِ ، فَأَسْنَدَهُ إِلَى حَائِطٍ ، وَقَالَ : هَذَا إِسْنَادُهُ
أَخْبَرَنَا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ لَالٍ ، بِهَمَذَانَ ، يَقُولُ سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ صَالِحٍ ، يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الرَّازِيَّ ، يَقُولُ : أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، قَالَ : كُنَّا نَأْتِي الْأَعْمَشَ ، وَكَانَ لَهُ كَلْبٌ ، يُؤْذِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ . قَالَ : فَجِئْنَاهُ يَوْمًا ، وَقَدْ مَاتَ ، فَهَجَمْنَا عَلَيْهِ , فَلَمَّا رَآنَا بَكَى ، ثُمَّ قَالَ : هَلَكَ مَنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَأَخْبَارُ الْأَعْمَشِ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ جِدًّا . وَكَانَ مَعَ سُوءِ خُلُقِهِ ، ثِقَةٌ فِي حَدِيثِهِ ، عَدْلًا فِي رِوَايَتِهِ ، ضَابِطًا لِمَا سَمِعَهُ ، مُتْقِنًا لِمَا حِفْظَهُ , فَرَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، وَتَهَافَتُوا فِي السَّمَاعِ عَلَيْهِ . فَكَانَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ رُبَّمَا طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمُ ، فَيَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ ، وَيُلِحُّونَ فِي الطَّلَبِ ، وَيُبْرِمُونَهُ بِالْمَسْأَلَةِ ، فَيَغْضَبُ وَيَسْتَقْبِلُهُمْ بِالذَّمِّ حَتَّى إِذَا سَكَنَتْ فَوْرَتُهُ ، وَذَهَبَتْ ضَجْرَتُهُ ، أَعْقَبَ الْغَضَبَ صُلْحًا ، وَأَبْدَلَ الذَّمَّ مَدْحًا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الْخُلْدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، قَالَ : أُحِبُّ إِذَا رَأَيْتُ الشَّيْخَ لَمْ يَكْتُبِ الْحَدِيثَ أَصْفَعُ لَهُ
وأَخْبَرَني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ ، أَخُو أَبِي اللَّيْثِ الْفَرَائِضِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشَ ، يَقُولُ : مَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْحَدِيثَ أَشْتَهِي أَنْ أَصْفَعَهُ بِنَعْلِي
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنٍ الدِّينَوَرِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ ، يَقُولُ سَمِعْتُ سُفْيَانَ ، يَقُولُ ، سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ ، يَقُولُ : لَوْ كُنْتُ بَاقَلَّانِيًّا اسْتَقْذَرْتُمُونِي ، وَلَوْلَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ لَكُنَّا مِنَ الْبَقَّالِينَ بِالسَّوِيَّةِ
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَفْصٍ الْهَمَذَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ ، يَقُولُ : لَمْ يَزَلِ الْأَعْمَشُ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ حَتَّى مَاتَ
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ ح وَأَخْبَرَنَا أَنَّ الْفَضْلَ أَيْضًا ، وَالْحَسَنَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ ، قَالاَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ، قَالَ أَبُو سَهْلٍ : حَدَّثَنَا ، وَقَالَ دَعْلَجٌ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْأَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ ، قَالَ : كَانَ الْأَعْمَشُ إِذَا غَضِبَ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ قَالَ : لَا أُحَدِّثُكُمْ وَلَا كَرَامَةَ ، وَلَا تَسْتَأْهِلُونَهُ ، وَلَا يُرَى عَلَيْكُمْ أَثَرُهُ . فَلَا يَزَالُونَ بِهِ حَتَّى يَرْضَى ، فَيَقُولُ : نَعَمْ وَكَرَامَةٌ ، وَكَمْ أَنْتُمْ فِي النَّاسِ وَاللَّهِ لَأَنْتُمْ أَعَزُّ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَيُحْكَى مِثْلُ هَذَا الْفِعْلِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ ، يَقُولُ : أَصْحَابُ الْحَدِيثِ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ ، هُمُ الْمُجَّانُ ، هُمْ كَذَا ، هُمْ كَذَا ، وَوَصَفَ أَشْيَاءَ ، ثُمَّ سَكَتَ . قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ : هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ، هُمْ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ ، هُمْ كَذَا هُمْ كَذَا . قَالَ فَقُلْتُ لَهُ : أَيُّ شَيْءٍ بَدَا لَكَ فِيهِمْ ؟ قَالَ . إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَلْزَمُنِي فِي حَدِيثٍ ، فَلَا يَزَالُ بِي حَتَّى يَسْمَعَهُ ، وَلَوْ شَاءَ لَذَهَبَ ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، مَنْ كَانَ يَقُولُ لَهُ : إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْهُ ؟
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ ، بِالرِّيِّ ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي ، بِبَلْخَ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ أَبَا عَمْرٍو ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ هِشَامٍ الْعَيْشِيَّ ، يَقُولُ : كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ ، وَهُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ ، فَإِذَا رَآنَا يَقُولُ : خَيْرُ قَوْمٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، يُحْيُونَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . وَإِذَا أَتَيْنَاهُ ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، يَقُولُ : شَرُّ قَوْمٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، عَقُّوا الْآبَاءَ وَالْأُمَّهَاتِ ، وَتَرَكُوا الصَّلَوَاتِ فِي الْجَمَاعَاتِ قَالَ الشَّيْخُ : وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ عَسِيرًا فِي الْحَدِيثِ
فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ ، قَالَ : سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيَّ ، قَالَ : قَدِمْتُ الْكُوفَةَ ، فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ ، فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي ، فَإِنِّي ، رَجُلٌ غَرِيبٌ . فَقَالَ : أَهْلُ بَلَدِي أَحَقُّ مِنْكَ . قُلْتُ : إِنِّي مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ : ذَاكَ أَبْعَدُ لَكَ
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْقَرِمِيسِينِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّبَعِيُّ ، حَدَّثَنَا الْأَخْنَسِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ ، يَقُولُ : لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا ، يَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ ، يَتَدَيَّنُ بِهِ ، لَأَتَيْتُ مَنْزِلَهُ حَتَّى أُحَدِّثَهُ أَتُرَوْنِي لَا أَسْتَقْبِحُ مَا أَصْنَعُ بِكُمْ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ أَهْلَهُ . وَلَوْ تَرَكْتُمُوهُ ذَهَبَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَمِنْ مُسْتَطْرَفِ أَخْبَارِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ مَعَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مَا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمَذَانِيُّ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، قِرَاءَةً ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ ، قَالَ : حَضَرْتُ أَحْمَدَ بْنَ بُدَيْلٍ الْكُوفِيَّ ، وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ، وَذَكَرُوا عُسْرَهُ . فَقَالَ : وَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتُمْ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ ؟ قَالُوا : كَيْفَ كَانَ ؟ قَالَ : حَضَرْتُ مَعَ أَبِي كُرَيْبٍ وَيَحْيَى بْنِ آدَمَ ، وَمَعَهُمْ فُلَانٌ الْهَاشِمِيُّ ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمُ بِعَشَرَةِ أَحَادِيثَ ، فَقَالَ : لَا ، وَلَا حَدِيثَيْنِ . قَالُوا : فَحَدِّثْنَا بِحَدِيثَيْنِ ؟ قَالَ : لَا ، وَلَا نِصْفَ حَدِيثٍ . قِيلَ : فَحَدِّثْنَا بِنِصْفِ حَدِيثٍ ؟ قَالَ : فَقَالَ : اخْتَارُوا إِنْ شِئْتُمُ الْإِسْنَادَ ، وَإِنْ شِئْتُمُ الْحَدِيثَ . قَالَ : فَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَكَانَ شَيْخَنَا : يَا أَبَا بَكْرٍ أَنْتَ عِنْدَنَا إِسْنَادٌ ، فَهَاتِ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ ، عَنْ بَعْضِ ، أَصْحَابِهِ قَالَ : قِيلَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ : حَدِّثْنَا ، قَالَ : لَا أَفْعَلُ . فَقَالُوا : حَدِيثٌ وَاحِدٌ ؟ فَقَالَ : حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ قَالَ : رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يُدَحْرِجُ الدَّنَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَانْظُرْ إِلَى نَكِدِ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا أَضْجَرَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمْ حَدِيثًا وَاحِدًا ، كَيْفَ حَدَّثَهُمْ بِمَا لَا خَيْرَ فِيهِ ، وَلَا فَائِدَةَ لِمُسْتَمِعِيهِ . وَقَدْ وَرَدَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَوْلٌ ظَاهَرٌ بِفَضْلِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ
حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَقِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيَّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ ، وَضَرَبَ ، بِيَدِهِ عَلَى كَتِفِ يَحْيَى بْنِ آدَمَ ، فَقَالَ : وَيْلَكَ يَا يَحْيَى فِي الدُّنْيَا قَوْمٌ أَفْضَلُ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ ؟
حَدَّثَنِي أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ ، حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ رَافِعٍ الْهَرَوِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَانَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْأَزْهَرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ ، يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ قَوْمًا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ . يَتَرَدَّدُ إِلَيَّ أَحَدُهُمْ فِي الْكَلِمَةِ مِرَارًا . وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَقُولَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ لَقَالَ
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ يَوْمًا ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ بِبَابِهِ ، فَقَالَ : هَؤُلَاءِ خِيَارُ النَّاسِ . لَوْ شَاءُوا ، رَجَعُوا ، فَقَالُوا : قَدْ سَمِعْنَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَدْ ذَكَرْنَا فِي كِتَابِنَا هَذَا ، مِنْ فَضْلِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ الْمَخْصُوصِينَ بِحِفْظِهِ وَنَقْلِهِ ، مَا فِيهِ كِفَايَةٌ عَمَّا سِوَاهُ ، وَغُنْيَةٌ لِمَنْ سَمِعَهُ وَوَعَاهُ . وَأَنَا أَذْكُرُ بَعْدَ هَذَا ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي كِتَابٍ مُفْرَدٍ : أَخْلَاقُ الرَّاوِي وَآدابُ الْوَاعِي ، وَمَا يَجِبُ عَلَيْهِمَا ، وَيُسْتَحَبُّ مِنْهُمَا ، وَيُكْرَهُ لَهُمَا ، إِذْ لَا غَنَاءَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ عَنْ مَعْرِفَةِ ذَلِكَ . وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْمَعُونَةَ عَلَى مَا نَبْتَغِيهِ ، وَالْعِصْمَةَ مِنَ الْخَطَإِ وَالزَّلَلِ فِيهِ . إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ