أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ , أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ , ثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ وَابْنُ مِلْحَانَ ، قَالَا : ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ , ثنا اللَّيْثُ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أنبأ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ , وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَا : ثنا قُتَيْبَةُ , ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ عُرْوَةَ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ بَرِيرَةَ جَاءَتْ عَائِشَةَ تَسْتَعِينُهَا فِي كِتَابَتِهَا , وَلَمْ تَكُنْ قَضَتْ مِنْ كِتَابَتِهَا شَيْئًا ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ : ارْجِعِي إِلَى أَهْلِكِ , فَإِنْ أَحَبُّوا أَنْ أَقْضِيَ عَنْكِ كِتَابَتَكِ وَيَكُونَ وَلَاؤُكِ لِي , فَعَلْتُ , فَذَكَرَتْ ذَلِكَ بَرِيرَةُ لِأَهْلِهَا فَأَبَوْا , وَقَالُوا : إِنْ شَاءَتْ أَنْ تَحْتَسِبَ عَلَيْكِ فَلْتَفْعَلْ وَيَكُونَ وَلَاؤُكِ لَنَا , فَذَكَرْتَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ابْتَاعِي وَأَعْتِقِي , فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ , ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا بَالُ أُنَاسٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ؟ مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ , وَإِنْ شَرَطَ مِائَةَ شَرْطٍ , شَرْطُ اللَّهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ , أنبأ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أنبأ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي قَيْسٍ , عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي : ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ : إِنِّي أَعْتَقْتُ غُلَامًا لِي , وَجَعَلْتُهُ سَائِبَةً , فَمَاتَ وَتَرَكَ مَالًا ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ أَهْلَ الْإِسْلَامِ لَا يُسَيِّبُونَ , إِنَّمَا كَانَتْ تُسَيِّبُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ , وَأَنْتَ وَارِثُهُ وَوَلِيُّ نِعْمَتِهِ , فَإِنْ تَحَرَّجْتَ مِنْ شَيْءٍ , فَأَدِّنَاهُ نَجْعَلْهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مُخْتَصَرًا ، عَنْ قَبِيصَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ وَرَوَاهُ الشَّعْبِيُّ وَالنَّخَعِيُّ وَغَيْرُهُمَا ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مُرْسَلًا مُخْتَصَرًا . وَرُوِيَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مَوْصُولًا , وَقَالَ فِي رِوَايَتِهِ : فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَاهُنَا وَارِثُونَ كَثِيرٌ , فَجَعَلَهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ .
وَفِيمَا أَجَازَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رِوَايَتَهُ عَنْهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ , أنبأ الرَّبِيعُ , أنبأ الشَّافِعِيُّ , أنبأ سُفْيَانُ , أَخْبَرَنِي أَبُو طُوَالَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ ، قَالَ : كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا عَمْرَةُ بِنْتُ يَعَارٍ أَعْتَقَتْهُ سَائِبَةً , فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ , فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمِيرَاثِهِ ، فَقَالَ : أَعْطُوهُ عَمْرَةَ , فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَهُ .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أنبأ أَبُو الْوَلِيدِ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَجَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَا : ثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَيُّوبَ , وَسَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : نُبِّئْتُ أَنَّ سَالِمًا ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ أَعْتَقَتْهُ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَقَالَتِ : اذْهَبْ فَوَالِ مَنْ شِئْتَ , فَوَالَى أَبَا حُذَيْفَةَ , فَلَمَّا أُصِيبَ اخْتَصَمُوا فِي مِيرَاثِهِ , فَجُعِلَ مِيرَاثُهُ لِلْأَنْصَارِ .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ ، بِبَغْدَادَ , أنبأ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ , ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ , أنبأ أَبِي , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ خِدَامِ بْنِ خَالِدٍ أَخِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قَالَ : كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنَّا يُقَالُ لَهَا : سَلْمَى بِنْتُ يَعَارٍ , أَعْتَقَتْهُ سَائِبَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَلَمَّا أُصِيبَ بِالْيَمَامَةِ أَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمِيرَاثِهِ , فَدَعَا وَدِيعَةَ بْنَ خِدَامٍ ، فَقَالَ : هَذَا مِيرَاثُ مَوْلَاكُمْ , وَأَنْتُمْ أَحَقُّ بِهِ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَدْ أَغْنَانَا اللَّهُ عَنْهُ , قَدْ أَعْتَقَتْهُ صَاحِبَتُنَا سَائِبَةً , فَلَا نُرِيدُ أَنْ نَنْدَى مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا , أَوْ قَالَ : نَرْزَأَ , فَجَعَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ . . أَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ , أنبأ أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ , ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ , ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ , فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ عَالِيًا , وَقَالَ فِي آخِرِهِ : فَدَعَا أَبَا وَدِيعَةَ بْنَ خِدَامٍ , وَكَانَ وَارِثَ سَلْمَى بِنْتِ يَعَارٍ , فَقَالَ : هَذَا مِيرَاثُ مَوْلَاكُمْ فَخُذُوهُ ، فَقَالَ وَدِيعَةُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَعْتَقَتْهُ صَاحِبَتُنَا سَائِبَةً لِأَبَوَيْهَا , وَقَدْ أَغْنَاهَا اللَّهُ عَنْهُ , فَلَا حَاجَةَ لَنَا بِهِ , قَالَ : فَجَعَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ . وَرَوَاهُ بِمَعْنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ , أنبأ الرَّبِيعُ , أنبأ الشَّافِعِيُّ , أنبأ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، أَنَّ طَارِقَ بْنَ الْمُرَقَّعِ ، أَعْتَقَ أَهْلَ بَيْتٍ سَوَائِبَ , فَأُتِيَ بِمِيرَاثِهِمْ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَعْطُوهُ وَرَثَةَ طَارِقٍ , فَأَبَوْا أَنْ يَأْخُذُوهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : فَاجْعَلُوهُ فِي مِثْلِهِمْ مِنَ النَّاسِ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو , ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ , أنبأ الرَّبِيعُ , أنبأ الشَّافِعِيُّ , أنبأ مُسْلِمٌ , وَسَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ ، أَنَّ طَارِقَ بْنَ الْمُرَقَّعِ أَعْتَقَ أَهْلَ أَبْيَاتٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ سَوَائِبَ , فَانْقَلَعُوا عَنْ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا , فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَأَمَرَ أَنْ يُدْفَعَ إِلَى طَارِقٍ , أَوْ وَرَثَةِ طَارِقٍ . . قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : أَنَا شَكَكْتُ فِي الْحَدِيثِ هَكَذَا .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ , أنبأ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أنبأ عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمُّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، أَنَّ طَارِقًا أَعْتَقَ رَجُلًا سَائِبَةً , فَمَاتَ السَّائِبَةُ , وَتَرَكَ مَالًا , فَرُفِعَ مَالُهُ إِلَى صَاحِبِ مَكَّةَ , فَأَرْسَلَ إِلَى طَارِقٍ , فَعَرَضَ مَالَهُ عَلَيْهِ , فَأَبَى طَارِقٌ أَنْ يَأْخُذَهُ فَكَتَبَ عَامِلُ مَكَّةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنِ اجْمَعِ الْمَالَ , وَاعْرِضْهُ عَلَى طَارِقٍ , فَإِنْ قَبِلَهُ فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ , وَإِنْ لَمْ يَقْبَلْهُ فَاشْتَرِ بِهِ رِقَابًا فَأَعْتِقْهُمْ , قَالَ : فَعَرَضَ عَلَى طَارِقٍ فَلَمْ يَقْبَلْهُ , فَاشْتَرَى بِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ , أَوْ سِتَّةَ عَشَرَ مَمْلُوكًا فَأَعْتَقَهُمْ , قَالَ عُقْبَةُ : كَأَنِّي أَرَى عَطَاءً وَهُوَ يَعْقِدُ بِيَدِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ , أَوْ سِتَّةَ عَشَرَ . وَرَوَاهُ قَتَادَةُ , وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَطَاءٍ , قَالَ فِيهِ : فَكَتَبَ يَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ أَحَقُّ بِمِيرَاثِهِ . قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ عَطَاءٌ سَمِعَهُ مِنْ طَارِقٍ , وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ فَحَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ مُرْسَلٌ . قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : - يَعْنِي : مَا رُوِيَ لِمَنْ خَالَفَهُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ سَائِبَةً أَعْتَقَهُ رَجُلٌ مِنَ الْحَاجِّ , فَأَصَابَهُ غُلَامٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ , فَقَضَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهِمْ بِعَقْلِهِ , قَالَ أَبُو الْمَقْضِيِّ عَلَيْهِ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَصَابَ ابْنِي ؟ قَالَ : إِذًا لَا يَكُونُ لَهُ شَيْءٌ , قَالَ : هُوَ إِذًا مِثْلُ الْأَرْقَمِ , قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَهُوَ إِذًا مِثْلُ الْأَرْقَمِ .
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ , أنبأ أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ , ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ , ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ , ثنا أَبِي , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَكَّةَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ , فَرُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَعْتَقَ سَائِبَةً أَصَابَ ابْنًا لِلسَّائِبِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ خَطَأً , فَطَلَبَ السَّائِبُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دِيَةَ ابْنِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ وَدَى ابْنَكَ لَكَ مِنْ مَالِهِ , بَالِغًا مَا بَلَغَ , قَالَ السَّائِبُ : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ ؟ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَلَا شَيْءَ لَكَ , قَالَ السَّائِبُ : أَفَرَأَيْتَ لَوْ أَصَبْنَاهُ خَطَأً ؟ قَالَ : إِذًا وَاللَّهِ تَعْقِلُهُ , قَالَ : فَقَالَ السَّائِبُ : فَإِنْ قُتِلَ عُقِلَ , وَإِنْ قَتَلَ لَمْ يُعْقَلْ عَنْهُ ؟ قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : نَعَمْ , قَالَ : فَقَالَ السَّائِبُ : إِذًا هُوَ كَالْأَرْقَمِ إِنْ يَلْقَ يَلْقَمْ , وَإِنْ يُقْتَلْ يَنْقِمْ قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَهُوَ وَاللَّهِ ذَلِكَ , قَالَ : فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا . قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهَذَا - إِذَا ثَبَتَ - بِقَوْلِنَا أَشْبَهُ , لِأَنَّهُ لَوْ رَأَى وَلَاءَهُ لِلْمُسْلِمِينَ رَأَى عَلَيْهِمْ عَقْلَهُ , وَلَكِنْ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ عَقْلُهُ عَلَى مَوَالِيهِ , فَلَمَّا كَانُوا لَا يُعْرَفُونَ لَمْ يَرَ فِيهِ عَقْلًا حَتَّى يُعْرَفَ مَوَالِيهِ . قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا التَّأْوِيلِ مَا :
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ , أنبأ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ , أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ الْقَطَّانُ , ثنا الَحَسَنُ بْنُ عِيسَى , أنبأ ابْنُ الْمُبَارَكِ , أنبأ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُقْبَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ , عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ ، قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَعْتَقَ سَائِبَةً لَمْ يَرِثْهُ , وَإِذَا جَنَى جِنَايَةً كَانَ عَلَى مَنْ أَعْتَقَهُ , فَدَخَلُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَنْصِفْنَا , إِمَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْكُمُ الْعَقْلُ وَلَكُمُ الْمِيرَاثُ , وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ لَنَا الْمِيرَاثُ وَعَلَيْنَا الْعَقْلُ , فَقَضَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَهُمْ بِالْمِيرَاثِ . . قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَحَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُنْقَطِعٌ .