حديث رقم: 4507

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ : كُنَّا نَشُكُّ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ ، حَتَّى نَزَلَتْ : {{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ }} قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ : قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : مَا حَدَّثَ الْفِرْيَابِيُّ بِحَدِيثٍ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ، يَعْنِي حَدِيثَ قَيْسٍ هَذَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ فِيهِ إِثْبَاتُ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَقَدْ رُوِيَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ آثَارٌ بِاسْتِعَاذَتِهِ مِنْهُ مُتَوَاتِرَةٌ ، مِنْهَا

حديث رقم: 4508

مَا قَدْ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ يَأْمُرُنَا بِهَذَا الدُّعَاءَ ، وَيُحَدِّثُ بِهِ عَنَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : كَانَ سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ ، وَيَذْكُرُهُنَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَقَدْ رُوِيَ حَدِيثٌ آخِرُ ذَكَرَهُ بَعْضُ النَّاسِ عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَقَصَّرَ بَعْضُهُمْ بِهِ عَنْهُ ، وَلِذَلِكَ لَمْ نَجْعَلْهُ فِي أَوَّلِ هَذَا الْبَابِ

حديث رقم: 4509

وَهُوَ مَا قَدْ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا فَهْدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَا : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ : مِنَ الْجُبْنِ ، وَالْبُخْلِ ، وَسُوءِ الْعُمُرِ ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَهَكَذَا رَوَى يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، وَابْنُهُ إِسْرَائِيلُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، وَأَمَّا شُعْبَةُ : فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، فَخَالَفَهُمَا فِيهِ كَمَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، وَلَمْ يَذْكُرْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ النّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ

حديث رقم: 4510

وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْخَصِيبُ بْنُ نَاصِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ خَالِدٍ ابْنَةُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ : أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ

حديث رقم: 4511

وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ : أَنَّهُ مَرَّ بِوَالِدِهِ وَهُوَ يَدْعُو يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكِ مِنَ الْكُفْرِ ، وَالْفَقْرِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ ، فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْهُ ، فَكُنْتُ أَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ ، فَمَرَّ بِي وَأَنَا أَدْعُو بِهِنَّ ، فَقَالَ لِي : يَا بُنِيَّ ؛ أَنَّى عَلِقْتَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ ؟ ، قُلْتُ : يَا أَبَتَاهُ ، سَمِعْتُكَ تَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ ، فَأَخَذْتُهُنَّ عَنْكَ قَالَ : فَالزَمْهُنَّ يَا بُنِيَّ ؛ فَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ

حديث رقم: 4512

حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا ، وَالْمَمَاتِ

حديث رقم: 4513

وَكَمَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا بُدَيْلٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَعَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ

حديث رقم: 4514

وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الدَّجَّالِ : عَيْنَهُ خَضْرَاءُ كَالزُّجَاجَةِ ، فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَكَمَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبٌ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، ثُمَّ ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ وَاللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ

حديث رقم: 4515

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ وَكِيعٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ : إِنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا هَذَا : فَكَانَ لَا يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ ، وَأَمَّا هَذَا : فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ ، فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ ، فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا ، وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا ، ثُمَّ قَالَ : لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا فَقَالَ قَائِلٌ : وَكَيْفَ قَصَدَ فِي هَذَا إِلَى الْبَوْلِ ، دُونَ مَا سِوَاهُ مِنَ النَّجَاسَاتِ ؟ فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ : أَنَّ الْبَوْلَ لَا يَظْهَرُ عَلَى الْأَبْدَانِ ، وَلَا عَلَى الثِّيَابِ مِنْهُ ، مَا يَظْهَرُ مِنْ سَائِرِ النَّجَاسَاتِ سِوَاهُ مِنَ الْغَائِطِ ، وَالدَّمِ ، وَالْقَيْحِ ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ ، لِأَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ يَتَحَامَاهَا النَّاسُ لِتَقَذُّرِهِمْ إِيَّاهَا ، وَالْبَوْلُ فَلَيْسَ كَذَلِكَ ، لِأَنَّهُ لَا لَوْنَ لَهُ يُتَحَامَى مِنْ أَجْلِهِ ، فَيُحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ قَصَدَ إِلَيْهِ لِاسْتِخْفَافِ النَّاسِ بِهِ ، وَتَهَاوُنِهِمْ بِالتَّنْظِيفِ مِنْهُ ، مَا لَا يَتَهَاوَنُونَ بِهِ مِنَ التَّنْظِيفِ مِمَّا سِوَاهُ ، مِمَّا يَتَرَيَّبُونَ بِهِ النَّاسَ ، حَتَّى لَا يَتَحَامَوْا مَجَالِسَهُمْ ، وَلَا قُرْبَهُمْ ، فَقَصَدَ إِلَى الْبَوْلِ بِذَلِكَ دُونَ مَا سِوَاهُ وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَأَمَّا أَحَدُهُمَا ، فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ ، فَوَجْهُ ذَلِكَ عِنْدَنَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَّ الِاسْتِتَارَ هُوَ التَّوَقِّي ، وَمِنْهُ دُعَاءُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ : سَتَرَكَ اللَّهُ مِنَ النَّارِ أَيْ : وَقَاكَ اللَّهُ مِنَ النَّارِ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اتَّقُوا النَّارَ ، وَلَوْ بِشِقِّ التَّمْرَةِ ، أَيِ : اسْتَتَرُوا مِنَ النَّارِ ، وَلَوْ بِشِقِّ التَّمْرَةِ فَمِثْلُ ذَلِكَ : كَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ ، أَيْ : لَا يَتَوَقَّى مِنْ بَوْلِهِ

حديث رقم: 4516

وَقَدْ حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ مِرَارٍ قَالَ : حَدَّثَ أَبُو بَكْرَةَ قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَا وَرَجُلٌ آخَرُ إِذْ مَرَّ بِقَبْرَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ صَاحِبَيْ هَذَيْنِ الْقَبْرَيْنِ لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَنْ يَأْتِينِي بِجَرِيدَةٍ مِنْ هَذَا النَّخْلِ ، فَاسْتَبَقْتُ أَنَا وَالرَّجُلُ ، فَسَبَقْتُهُ ، فَكَسَرَتْ مِنْهَا جَرِيدَةً ، فَأَتَيْتُ بِهَا النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَشَقَّهَا مِنْ أَعْلَاهَا بِنِصْفَيْنِ ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْقَبْرَيْنِ نِصْفَهَا ، وَقَالَ : إِنَّهُ يُهَوَّنُ عَلَيْهِمَا مَا دَامَ فِيهِمَا مِنْ رُطُوبَتِهِمَا شَيْءٌ ، إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ فِي الْغِيبَةِ ، وَالْبَوْلِ وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَمُ بِمُرَادِ رَسُولِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ فِي ذَلِكَ ، وَإِيَّاهُ نَسْأَلُ التَّوْفِيقَ

حديث رقم: 4517

حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ : أَحْسَبُهُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ بِالْبَوْلِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا هَارُونُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، بِمِثْلِهِ ، وَلَمْ يَشُكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ إِسْنَادِهِ فَذَهَبَ ذَاهِبٌ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ : أَنَّ النَّاسَ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ بِالْبَوْلِ ، كَمَا يُعَذَّبُونَ بِهِ فِي الدُّنْيَا ، لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ غَلِيظِ عَذَابِ الدُّنْيَا ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ فِي ذَلِكَ الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِيمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ مِنْ هَذِهِ الْمَعَانِي ، فَيَكُونَ الْعَذَابُ الَّذِي هُوَ أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْ أَجْلِ الْبَوْلِ ، مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَ بِهِ مِنْ أَصْنَافِ عَذَابِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

حديث رقم: 4518

وَقَدْ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَفَعَ الْحَدِيثَ ، قَالَ : إِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ ، فَتَنَزَّهُوا مِنَ الْبَوْلِ فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ ذَلِكَ الْعَذَابَ فِي الْقَبْرِ مِنْ أَجْلِ الْبَوْلِ ، فَتَصْحِيحُ هَذَا الْحَدِيثِ ، وَالْحَدِيثِ الْأَوَّلِ : أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْعَذَابُ مِنْ أَجْلِ الْبَوْلِ بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْعَذَابُ بِهِ ، لَا بِالْبَوْلِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِ رَسُولِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِذَلِكَ ، وَإِيَّاهُ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ

حديث رقم: 4519

حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ : أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ وَحَدَّثَنَا الْمُزَنِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، ثُمَّ اجْتَمَعَا جَمِيعًا ، فَقَالَا : عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ : أَنْ يَهُودِيَّةً جَاءَتْ تَسْأَلُهَا ، فَقَالَتْ : أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَيُعَذَّبُ النَّاسُ فِي قُبُورِهِمْ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا ، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ ، فَرَجَعَ ضَحًى ، فَمَرَّ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْحُجَرِ ، فَقَامَ يُصَلِّي ، فَذَكَرَتْ صَلَاةَ الْكُسُوفِ ، وَكَيْفَ صَلَّاهَا قَالَتْ : ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ بَدْءًا دَفْعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، وَأَمْرُهُ النَّاسَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَكَانَ دَفْعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِذَلِكَ بَدْءًا عِنْدَنَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ أَنَّ النَّاسُ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، ثُمَّ أُوحِيَ إِلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ : أَنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ قَائِلٌ : وَكَيْفَ تَقْبَلُونَ هَذَا ؟ وَقَدْ رُوِّيتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَذَكَرَ :

حديث رقم: 4520

مَا قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الْأَيْلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نَمْلَةَ : أَنَّ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ ، أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ : أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ ، فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ ، وَقُولُوا : آمَنَّا بِاللَّهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُمْ ، وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَمْلَةَ : أَنَّ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ قَالَ : فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، أَنْ لَا يُكَذِّبُوا أَهْلَ الْكِتَابِ بِمَا حَدَّثُوهُمْ بِهِ ، وَلَا يُصَدِّقُوهُمْ ، إِذْ كَانُوا قَدْ قَرَءُوا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ مَا لَمْ يَقْرَأْهُ الْمُحْدِثُونَ بِذَلِكَ مِنْ أُمَّتِهِ ، وَفِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ دَفْعُ مَا حَدَّثَتْهُ بِهِ عَائِشَةُ ، عَنِ الْيَهُودِيَّةِ ، وَهَذَا تَضَادٌ شَدِيدٌ فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ : أَنَّهُ قَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الَّذِي كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ ، كَانَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرَ بِالِالْتِفَاتِ إِلَى مَا حَدَّثَهُ بِهِ أَهْلُ الْكِتَابِ ، ثُمَّ أُمِرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْوُقُوفِ عِنْدَهُ ، وَتَرْكِ التَّصْدِيقِ بِهِ ، وَالتَّكْذِيبِ لَهُ ، فَكَانَ مَا حَدَّثُوهُ بِهِ لَهُ دَفْعُهُ ، كَمَا لِلرَّجُلِ دَفْعُ مَا لَمْ يَعْلَمْهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي الْحَقِيقَةِ حَقًّا ، أَلَا تَرَى أَنَّ رَجُلًا لَوِ ادَّعَى عَلَى رَجُلٍ مَالًا أَنَّهُ لَهُ عَلَيْهِ ، وَالْمُدَّعَى عَلَيْهِ لَا يَعْلَمُ بِذَلِكَ ، أَنَّهُ فِي سَعَةٍ مِنْ إِنْكَارِهِ إِيَّاهُ ، وَمِنْ حَلِفِهِ لَهُ عَلَيْهِ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَلَيْهِ ، فَذَهَبَتْ عَنْهُ مَعْرِفَتُهُ ، أَوْ كَانَ مِنْهُ بِانْقِلَابِهِ فِي نَوْمِهِ عَلَى مَالٍ لَهُ ، فَأَتْلَفَهُ عَلَيْهِ ، فَوَجَبَتْ لَهُ عَلَيْهِ قِيمَتُهُ ، وَهِيَ الْمَالُ الَّذِي ادَّعَاهُ عَلَيْهِ وَكَانَ مِثْلُ ذَلِكَ مَا كَانَ مِنْهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمَّا سُئِلَ عَنْ مَا لَا يَعْلَمُ ، كَانَ فِي سَعَةٍ مِنْ نَفْيِهِ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فِي الْحَقِيقَةِ بِخِلَافِ مَا هُوَ عَلَيْهِ عِنْدَهُ ، ثُمَّ أَمَرَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يُقَابَلَ مِثْلُ ذَلِكَ إِذَا قِيلَ لَهُ بِمِثْلِ مَا فِي الْحَدِيثِ الثَّانِي ، وَإِنْ كَانَ مَا فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ وَاسِعًا لَهُ ، مَعَ أَنَّا قَدُ تَأَمَّلْنَا حَدِيثَ عَمْرَةَ الَّذِي بَدَأْنَا بِذِكْرِهِ فِي هَذَا الْبَابِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، فَوَجَدْنَا غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الرُّوَاةِ عَنْ عَائِشَةَ ، قَدْ خَالَفُوهَا عَنْهَا ، فَمِنْهُمْ مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ

حديث رقم: 4521

كَمَا حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : أَتَتْنِي عَجُوزٌ يَهُودِيَّةٌ ، فَقَالَتْ : يُعَذَّبُ أَهْلُ الْقُبُورِ ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : صَدَقَتْ ، يُعَذَّبُ أَهْلُ الْقُبُورِ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ

حديث رقم: 4522

وَكَمَا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْصُورٍ الْبَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عَجَائِزِ يَهُودَ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَتَا لِي : إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، فَكَذَّبْتُهُمَا ، وَلَمْ أُصَدِّقْهُمَا ، فَخَرَجَتَا ، وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ عَجُوزَيْنِ دَخَلَتَا عَلَيَّ ، فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ ، فَقَالَ : صَدَقَتَا ، إِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي صَلَاةٍ ، إِلَّا يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْهُمْ : ذَكْوَانُ

حديث رقم: 4523

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ ، وَأَسَدٌ قَالَا : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ ذَكْوَانَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : اسْتَطَعَمَتْ يَهُودِيَّةٌ ، فَقَالَتْ : أَطْعِمُونِي ، أَعَاذَكُمُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ ؟ قَالَ : وَمَا قَالَتْ ؟ ، قُلْتُ : فَإِنَّهَا قَالَتْ : أَعَاذَكُمُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَفِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ ، فَبَدَأَ يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَقَدْ رَوَى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ فِي ذَلِكَ

حديث رقم: 4524

مَا قَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ : أَنْ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا ، وَعِنْدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : أَشَعَرْتِ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ ؟ ، فَارْتَاعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَقَالَ : إِنَّمَا تُفْتَنُ يَهُودُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَبِثْنَا لَيَالِيَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَمَا شَعَرْتِ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ ؟ قَالَتْ : ثُمَّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَكَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا قَدْ دَلَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ دَفَعَ ذَلِكَ فِي الْبَدْءِ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، ثُمَّ أُوحِيَ إِلَيْهِ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، فَرَجَعَ إِلَى التَّصْدِيقِ بِذَلِكَ ، وَالِاسْتِعَاذَةِ مِنْهُ ، وَفِي هَذَا مَا قَدْ دَلَّ عَلَى مُوَافَقَةِ عُرْوَةَ عَمْرَةَ عَلَى مَا رَوَتْ مِنْ ذَلِكَ عَنْ عَائِشَةَ ، وَكَانَ هَذَا عِنْدَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَوْلَى بِمَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ مِمَّا رَوَاهُ مَسْرُوقٌ ، وَذَكْوَانُ عَنْهَا ، لِأَنَّ فِي هَذَا تَقَدُّمَ دَفْعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَلِكَ ، ثُمَّ إِثْبَاتَهُ إِيَّاهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَكَانَ الَّذِي كَانَ عِنْدَ مَسْرُوقٍ ، وَذَكْوَانَ فِي ذَلِكَ ، هُوَ الْأَمْرُ الثَّانِي ، وَكَانَ الَّذِي كَانَ عِنْدَ عُرْوَةَ ، وَعَمْرَةَ ، الْأَمْرَ الْأَوَّلَ وَالْأَمْرَ الثَّانِي ، فَكَانَا بِذَلِكَ أَوْلَى ، وَكَانَا بِمَا حَفِظَا مِنْ ذَلِكَ ، قَدْ حَفِظَا مَا قَصَّرَ مَسْرُوقٌ ، وَذَكْوَانُ عَنْ حِفْظِهِ ، وَاللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ

حديث رقم: 4525

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَائِطًا لِبَنِي النَّجَّارِ ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ ، فَنَفَرَتْ بِهِ الْبَغْلَةُ عَلَى أَقْبُرٍ خَمْسٍ ، أَوْ سِتٍّ ، فَحَادَتْ بِهِ الْبَغْلَةُ ، فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ ؟ ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : مَا هُمْ ؟ ، فَقَالَ : مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ ، فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُفْتَنُ فِي قُبُورِهَا ، وَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا ، لَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ الَّذِي فِيهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، ثُمَّ قَالَ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، أَوْ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ النَّارِ ، شَكَّ الْجُرَيْرِيُّ ، فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، فَقَالَ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْفِتَنِ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، قُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْفِتَنِ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، ثُمَّ قَالَ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ

حديث رقم: 4526

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ ، فَمَرَّ عَلَى حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ ، فَإِذَا قَبْرٌ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ ، فَحَاصَتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا ، لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ فَقَالَ قَائِلٌ : فَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ هَذَا مَا قَدْ دَلَّ أَنَّ بَنِي آدَمَ لَا يَسْمَعُونَ عَذَابَ الْقَبْرِ ، وَأَنَّ مَنْ سِوَاهُمْ مِمَّا ذَكَرَ مِنَ الْبَهَائِمِ فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ يَسْمَعُهُ ، وَقَدْ رُوِّيتُمْ مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ ، فَذَكَرَ :

حديث رقم: 4527

مَا قَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَرَجَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ ، فَقَالَ : هَذِهِ أَصْوَاتُ يَهُودَ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا قَالَ : فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ بَنِي آدَمَ قَدْ كَانُوا يَسْمَعُونَ أَصْوَاتَ الْيَهُودِ الَّذِينَ كَانُوا يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، وَهَذَا خِلَافُ مَا رُوِّيتُمُوهُ قَبْلَهُ فِي هَذَا الْبَابِ فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ : أَنَّهُ قَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ الْأَصْوَاتُ الَّتِي سَمِعُوهَا كَانَ بَعْدَ دُعَاءٍ كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يُسْمِعَهُمْ إِيَّاهَا ، بَعْدَ أَنْ قَالَ لَهُمْ مَا قَالَ لَهُمْ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَا أُسْمِعُوهُ مِنْ ذَلِكَ هُوَ أَصْوَاتُ الْيَهُودِ ، وَلَمْ يَسْمَعُوا أَصْوَاتَ الْمُسْلِمِينَ الْمُعَذَّبِينَ فِي قُبُورِهِمْ عَلَى مَا فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ، وَاللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ

حديث رقم: 4528

حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ حَسَنَةَ قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَمَعَهُ دَرَقَةٌ ، أَوْ شِبْهُ الدَّرَقَةِ ، فَجَلَسَ ، فَاسْتَتَرَ ، فَبَالَ وَهُوَ جَالِسٌ ، فَقُلْتُ أَنَا وَصَاحِبِي : انْظُرُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ وَهُوَ جَالِسٌ ، فَأَتَانَا فَقَالَ : أَوَمَا عَلِمْتُمْ مَا لَقِيَ صَاحِبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ ، كَانَ إِذَا أَصَابَ أَحَدَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْبَوْلِ قَرَضَهُ بِالْمِقْرَاضِ ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ ، فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَهْلٍ الْكُوفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ حَسَنَةَ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ فَقَالَ قَائِلٌ : وَمَا وَجْهُ مَا عُذِّبَ عَلَيْهِ هَذَا الَّذِي نَهَى مَنْ نَهَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ قَطْعِ جِلْدِهِ بِالْمِقْرَاضِ ، حَتَّى عُذِّبَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ فِي قَبْرِهِ ، وَقَطْعُ جُلُودِ بَنِي آدَمَ بِالْمَقَارِيضِ مَعْصِيَةٌ ؟ فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَعَوْنِهِ : أَنَّهُ قَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَانَ مِنْ شَرِيعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْأَبْوَالِ إِذَا أَصَابَتْ أَبْدَانَهُمْ أَنْ يَقْطَعُوهَا بِالْمَقَارِيضِ ، فَنَهَاهُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَنْ ذَلِكَ ، فَكَانَ بِنَهْيِهِ إِيَّاهُمْ عَنْهُ آمْرًا لَهُمْ بِتَرْكِ شَرِيعَتِهِمْ ، فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ الْمَعَاصِي ، فَعُوقِبَ عَلَى ذَلِكَ فِي قَبْرِهِ ، وَاللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ

حديث رقم: 4529

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سُئِلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ ، أَوْ قَالَ : خَيْرٌ ؟ ، قَالَ : مَنْ طَالَ عُمْرُهُ ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ ، قِيلَ : فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ ؟ ، قَالَ : مَنْ طَالَ عُمْرُهُ ، وَسَاءَ عَمَلُهُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْآثَارِ كُلِّهَا مِثْلَهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَتَأَمَّلْنَا هَذَا الْحَدِيثَ ، فَوَجَدْنَا مَنْ كَانَتْ صِفَتُهُ الصِّفَةَ الْمَذْكُورَةَ فِيهِ أَنَّهُ لَا يَكُونُ بِذَلِكَ خَيْرًا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَلَا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الَّذِينَ فَضَّلَهُمُ اللَّهُ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ مِنْهُمْ بِقَوْلِهِ : {{ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا }} فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِمَّا عَمَّ بِهِ النَّاسَ بِظَاهِرِهِ ، لَمْ يُرَدْ بِهِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ ظَاهِرُهُ ، وَإِنَّمَا أُرِيدَ بِهِ : مِنْ خَيْرِ النَّاسِ ؟ فَعَمَّ بِذَلِكَ مَا الْمُرَادُ بَعْضُهُ ، وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ هَذَا كَثِيرًا ، وَقَدْ جَاءَ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمِثْلِ ذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قِصَّةِ صَاحِبَةِ سُلَيْمَانَ : {{ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ }} ، وَلَمْ تُؤْتَ مِمَّا أُوتِيَ سُلَيْمَانُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ شَيْئًا وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الرِّيحِ : {{ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا }} ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ عَلَى خَاصٍّ مِنَ الْأَشْيَاءِ ، لَا عَلَى كُلِّ الْأَشْيَاءِ ، فَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا قَالَهُ هُوَ عَلَى بَعْضِ مَنْ ذَكَرَهُ ، لَا عَلَى كُلِّهِمْ ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ : خَيْرُ النَّاسِ ، أَوْ أَفْضَلُ النَّاسِ ، بِمَعْنَى : مِنْ خَيْرِ النَّاسِ ، أَوْ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي هَذَا الْبَابِ أَيْضًا

حديث رقم: 4530

مَا قَدْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ دُرَّةَ قَالَتْ : كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَدَخَلَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : ائْتُونِي بِوَضُوءٍ ، فَابْتَدَرْتُ أَنَا الْكُوزَ ، فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَهُ ، أَوْ عَيْنَهُ إِلَيَّ ، فَقَالَ : أَنْتِ مِنِّي ، وَأَنَا مِنْكِ ، فَأَتَى رَجُلٌ ، فَقَالَ : مَا أَنَا فَعَلْتُهُ ، وَلَكِنْ قِيلَ لِي قَالَتْ : وَكَانَ سَأَلَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ : مَنْ خَيْرُ النَّاسِ ؟ ، فَقَالَ : أَفْقَهُهُمْ فِي دَيْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَمَعْنَى هَذَا عِنْدَنَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، كَمَعْنَى الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ كَانَ لِدُرَّةَ ابْنَةِ أَبِي لَهَبٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَوْضِعَ الْمَذْكُورَ لَهَا فِيهِ ، وَهُوَ أَجَلُّ مَوْضِعٍ ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِمَّا كَانَ مِنْهُ فِي أَمْرِهَا ، لَمَّا آذَاهَا مَنْ آذَاهَا مِنْ نِسْوَةِ الْأَنْصَارِ بَأَبِيهَا لَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرَةً

حديث رقم: 4531

مَا قَدْ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَشِيرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لَمَّا قَدِمَتْ دُرَّةُ ابْنَةُ أَبِي لَهَبٍ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرَةً ، نَزَلَتْ دَارَ رَافِعِ بْنِ الْمُعَلَّى الزُّرَقِيِّ ، فَقَالَ لَهَا نِسْوَةٌ جَلَسْنَ إِلَيْهَا مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ : أَنْتِ ابْنَةُ أَبِي لَهَبٍ الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ ، وَمَا كَسَبَ }} ، فَمَا يُغْنِي عَنْكِ مُهَاجَرُكِ ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَجَثَتْ إِلَيْهِ ، وَذَكَرَتْ مَا قُلْنَ لَهَا ، فَسَكَّتَهَا ، وَقَالَ : اجْلِسِي ، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ الظُّهْرَ ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، مَالِي أُوذَى فِي أَهْلِي ، فَوَاللَّهِ إِنَّ شَفَاعَتِي لَتُنَالُ بِقَرَابَتِي ، حَتَّى أَنَّ حَكَمًا ، وَحَا ، وَصُدَاءَ ، وَسَلْهَبَ لَتَنَالُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَرَابَتِي وَسَلْهَبُ فِي نَسَبِ الْيَمَنِ مِنْ دَوْسٍ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَمْرَ دُرَّةَ ابْنَةِ أَبِي لَهَبٍ إِلَى نَفْسِهَا ، لَا إِلَى أَبِيهَا ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ مَنَعَ أَنْ تَزِرَ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ قَالَ لِأَبِي أَبِي رِمْثَةَ فِي ابْنِهِ أَبِي رِمْثَةَ : إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ ، فَكَانَ الَّذِي كَانَ مِنْ أَبِي لَهَبٍ ، لَا يَتَعَدَّاهُ إِلَى وَلَدٍ ، وَلَا إِلَى غَيْرِهِ ، وَكَانَ الَّذِي كَسَبَتْهُ ابْنَتُهُ دُرَّةُ ، وَعَمِلَتْهُ مِنَ الْخَيْرِ ، لَا يَتَعَدَّاهَا إِلَى مَنْ سِوَاهَا مِنْ أَبٍ وَلَا مِنْ غَيْرِهِ ، وَاللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ