عنوان الفتوى : النشاط في العبادة والكسل عنها من طبيعة النفس البشرية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه أما بعد.. فلله الحمد والمنة أحافظ على صلاتي وأؤدي النوافل ما استطعت منها... وفي رمضان ولله الحمد أبتعد عن كل ما يشغل المرء عن عبادته لكني أحس أني مقصرة، أني لا أعرف كيف أستغل هذه الأيام المباركة، ولله الحمد لله أدوام على قراءة القرآن ولي بفضل الله وكرمه عدة ختمات, أحيانا وأنا أقرأ القرآن أحس بخشوع جميل وبتدبر وتمعن للآيات لدرجة أنني أحب .. وأحيانا لا أحس بهذا الشعور وهو ما يسبب لي الضيق والحزن, أسأل الله العلي العظيم أن يديم على قلبي الخشوع.. ما هي نصيحتكم لي وكيف أستغل رمضان بمزيد من العبادة والتقرب وكيف أجعل نفسي دائما خاشعة وأنا أقرأ القرآن... فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فرمضان هو أفضل الشهور، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر الناس به ويحضهم على عمل الخير فيه، فيقول: قد جاءكم رمضان شهر مبارك، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم. رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني.
وفي حديث آخر: أنه ينادي فيه ملك: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. رواه أحمد والنسائي والترمذي. وصححه الألباني.
فعلى المسلم أن يحرص على الاستفادة من رمضان ويوظف الأوقات فيه في العمل الصالح.
وما ذكرته من أنك أحياناً لا تحسين بذلك الشعور الجميل الذي يؤدي بك إلى تدبر القرآن والتمعن في معانيه ونحو ذلك... فإن هذا أمر عادي، فنفس الإنسان التي بين جنبيه طبيعتها التقلب والإقبال والإدبار، والنشاط في العبادة والكسل عنها، وهذا لا يسلم منه أحد، وقد اشتكى منه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم حنظلة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات. رواه مسلم.
وعلى هذا فننصح السائلة الكريمة بأن تواصل محافظتها على الفرائض والنوافل، وبأن تجتنب المحرمات على كل حال، وبأن تعمل لنفسها برنامجاً مع القرآن ومدارسته، وأن تواظب على الأذكار، ويستحسن أن يكون لها مجلس علم مع زميلاتها ومجلس علم مع أهل بيتها يتدارسون فيه أمور دينهم كلها، وأن تداوم على هذه الأعمال، فقد روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئُل أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أدومه وإن قل. ونسأل الله أن يعيننا وإياك على الطاعة والالتزام.
والله أعلم.