أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : علاقة الجنس بين الجن والإنس ... هل هي حقيقة أم خيال؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

يوجد امرأة ركبها جني عاشق منذ 8 سنوات, وهي كانت تخفي الأمر عن زوجها, ولم تخبره إلا بعد مرور هذه السنوات الثمان, وهذا الجني يمارس معها الجنس, وهي متزوجة ولديها أولاد، ويبدو أنها مرتاحة لهذه العلاقة, ما حكم الدين؟
وماذا نستطيع أن نقوله لها لكي تخاف الله في هذه العلاقة؟
وهي الآن مربوطة عن زوجها, كيف يمكن حل هذا الربط؟

جزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد صابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يستر علينا وعليك، وأن يغفر لأختنا هذه، وأن يتوب عليها، وأن يعينها على أخذ القرار المناسب والقوي والسريع للتوقف عن هذه العلاقة المحرمة، وأن يصرف عنها كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم – من أن هناك امرأة ممسوسة منذ ثمان سنوات، وكانت تُخفي الأمر عن زوجها، ولم تخبره إلا بعد هذه الفترة، ومن آثار هذا المس أن هذا الجني يعاشرها -كما ذكرت أنت- معاشرة الأزواج، ولعلها مستريحة لهذه العلاقة، ولذلك لم تُخبر بها زوجها، ولم تحاول أن تتوقف عن هذه العلاقة، وهي الآن -كما تقول- مربوطة عن زوجها, فتسأل هل من الممكن حل هذا الرباط؟ وما الحكم في هذه الحالة؟

أقول لك -أخي الكريم الفاضل-: إنه ومما لا شك فيه أن هذا الذي ذكرته أمرٌ في غاية الخطورة، وأن العلماء بعضهم أثبت أنه فعلاً من الممكن أن تكون هناك معاشرة حقيقية ما بين الرجل الجني والمرأة الإنسية، ولعل بعضهم أيضًا يعتبر أن هذا نوعا من الزنا، خاصة إذا كانت المرأة تشعر بشيء يدخل فيها، وكذلك أيضًا إذا كانت تفضي شهوتها, وتشعر بما تشعر به مع زوجها؛ فإن هذا كله يدل على أن هناك علاقة كاملة، وأن مثل هذه العلاقة محرمة شرعًا.

ولذلك أقول لك: ينبغي على هذه المرأة أولاً أن تعلم أن الذي يحدث بينها والجني إذا كان يصل لهذا الحال كما ذكرت من شعورها بشهوة تحدث لها, وكذلك أيضًا شعورها بأن هناك شيئًا يدخل في جسدها فمعنى ذلك أنها منذ هذه الفترة الطويلة وهي عاصية لله تبارك وتعالى خائنة لزوجها، ويجب عليها أن تتوب من هذه المعاصي, وأن تتوقف عنها فورًا، وأن تعلم أن هذه المعصية ستكلفها الكثير يوم العرض على الله تبارك وتعالى، على اعتبار أن هذه العلاقة لا يمكن الآن الحكم عليها في عالم الدنيا، ولذلك لا نستطيع أن نحكم عليها بحكم شرعي محدد, ولا أن تُرفع إلى القضاء, ولا أن يتم القصاص منها، لكن هي تبقى كما ذكرتُ إذا كان يترتب عليها ما يترتب على العلاقة الكاملة بين الرجل الإنسي والمرأة الإنسية فهي تعتبر كما ذكرت لك مخالفة لمنهج الله تعالى، واقعة فيما حرم الله جل جلاله، ولذلك يجب عليها أن تتوقف عن هذه العلاقة فورًا, وبلا مراجعة، لأنها إن لقيت الله تبارك وتعالى على ذلك فأخشى أن تكون في شرع الله تبارك وتعالى زانية, وتكون مخالفة لشرع الله تعالى، وقد يعاقبها الله تبارك وتعالى على ذلك.

وأما فيما يتعلق بمسألة الربط عن زوجها فهذا فعلاً له علاج؛ فلعلي أتصور فعلاً أن هذا الجنيَ الذي يمارس معها هذه العلاقة المحرمة إنما هو خادم للسحر، واستغل هذه الفرصة بأن يفعل بها ما يحلو له بناء على تسليط الساحر له؛ لأن الساحر الفاجر اللعين الذي لا يخاف الله ويتقيه قد يمنع المرأة فعلاً من الاستمتاع بزوجها, ويمنع زوجها من الاستمتاع بها، حتى تتفرغ للوقوع في الحرام عن طريق الجني الذي هو خادم السحر، بل قد يكون هذا شرط الجني نفسه، بأن يشترط على خادم السحر أنه سيدخل في هذه المرأة على أن يعاشرها معاشرة الأزواج -عياذًا بالله تعالى-، وبذلك يُفسد عليها علاقتها بربها أولاً, ثم خيانتها لزوجها، ثم بعد ذلك شعورها بأن الحياة بالنسبة لها مع زوجها لا قيمة لها؛ لأنها من الممكن أن تستغني عنه.

وهذا كله مما لا شك فيه يؤدي إلى تدمير العلاقة الأسرية، وهذه المرأة يكفي أنها كل يوم تبيت في معصية, وتصبح في معصية.

فمن هنا أقول بأن هذا العمل إنما هو من عمل الساحر الذي يؤدي إلى ربط المرأة عن زوجها، وهو معروف، فكما أن الرجل يُربط عن المرأة, فإن المرأة كذلك يتم ربطها كذلك عن زوجها، وحل هذا لا يكون إلا:

أولاً: إما باستخراج السحر، وهذا يحتاج إلى مجهود كبير، وقد نقع في بعض المحظورات؛ لأنه إذا تم إخراج السحر فإن الأمر ينتهي تمامًا، ولكن نظرًا لأن هذا الأمر ليس من الميسور أو من السهل حدوثه فإنه ليس أمامنا حقيقة إلا الرقية الشرعية، وتستطيع الأخت بحضور زوجها أن يستعينوا ببعض الرقاة الشرعيين الثقات المعروفين بالخبرة الطويلة, والقدرة على حل مثل هذه الأعمال السحرية الكبيرة، ويتم -إن شاء الله تعالى- علاجها بالرقية، وهذا الأمر ليس مستحيلاً, وإن كان فيه بعض الصعوبة، ولكنه من الممكن -بإذن الله تعالى-.

فعلى الأخ زوجها وعليها أن يتوجها إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء أن يعافيهما الله تبارك وتعالى من هذا السحر، وهذه الأخت عليها أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى من هذه المعاصي التي تفعلها مع هذا الجني، وأن تعلم أن هذا وإن كان لا يخضع لأحكام الشرع في الدنيا إلا أنه زناً تُسأل عنه بين يدي الله تبارك وتعالى يوم القيامة، ما دام يترتب عليه الآثار التي تترتب على جماع الرجل لامرأته.

وعليها بضرورة الرقية الشرعية في أقرب وقت، على أن يتخيروا الأفضل من الرقاة، ولا مانع من تكرار الرقاة أو تنوعهم إذا لم يُفد الراقي الأول فمن الممكن أن نستعين بثانٍ وثالثٍ ورابع، ولكن الحل ميسور بإذن الله تعالى.

أسأل الله أن يعافيها, وأن يصرف عنها السوء، وأن يصرف عنهم كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم, هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ضميري يعذبني بسبب استغلالي جسديًا في فترة جنوني، فماذا أفعل؟ 3903 الأحد 09-08-2020 02:30 صـ
أحتاج للتوضيح بخصوص تلبس الجن وما إلى ذلك. 2174 الثلاثاء 07-07-2020 05:15 صـ
هل ما أعانيه من آلام حقيقة أم أنها سحر أو مس؟ 8840 الثلاثاء 02-06-2020 12:57 صـ
أعاني من أعراض عند الرقية الشرعية فما تشخيص حالتي؟ 4912 الخميس 30-04-2020 07:06 صـ
لم أعد أرغب بإكمال دراستي لكثرة ما أعانيه! 8764 الخميس 30-01-2020 04:00 صـ