عنوان الفتوى : اقتناء الكلاب.. الجائز والممنوع
حماتي سيدة مسنة وأنا متزوجة منذ عام وشهر لذا قضيت معها رمضان السابق ولكن توجد مشكلة تؤرقني وهي وجود كلب بالمنزل هو لحراستها خوفاً من أي لص لأنها معظم الوقت بمفردها بالمنزل وهي وأخو زوجي يصليان ويصومان بشكل عادي جداً والكلب يتجول في الشقة، لكن وقت قضاء حاجته يعرف جدا المكان في البلكونة الكبيرة، هم يرون أن هذا عادي وأنه ليس بحرام، وأنهم يعطفون على الكلب لأنه عندهم منذ حوالي 12 سنة تقريباً، هم يحبون الكلب جداً وأهم حاجة التفكير في أكله ويرفقوا به جداً، لكن أنا أريد أن أعرف هل هذا صحيح أم خطأ، وبالنسبة لي هل صومي وصلاتي وقراءة القرآن تصح لي في ذلك المنزل، وهل لو كان هذا خطأ أترك زوجي في رمضان وأقعد لوحدي بمنزلي تفادياً للكلب وبالتالي غضب زوجي وحماتي مني، لا أعرف ماذ أعمل، رجاء سرعة الرد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إدخال الكلاب إلى البيوت ومشاركتها لأهلها في المعيشة من العادات الدخيلة على المسلمين من قبل أعدائهم والمنافية للأحكام الشرعية التي حثت على البعد عن النجاسات والتنزه عنها، فاقتناء الكلاب لغير حاجة لا يجوز، لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اتخذ كلباً إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط. وقاس جمهور العلماء كلب حراسة الدور ونحوها على كلب الصيد وكلب الماشية، لكن بشرط الاحتياج إلى ذلك.
فإن احتيج إلى تربية كلب للحراسة من اللصوص أو الأعداء أو نحو ذلك فلا حرج، لكن يجب أن يكون في مكان بعيد عن أثاث وحاجات أهل البيت، لأن الكلب نجس العين، وإذا ولغ في إناء لزم غسله سبع مرات إحداهن بالتراب.
وأما عن الصلاة في المحل الموجود فيه كلب، فإنها تصح في الأرض التي لم يصبها شيء من نجاسة الكلب، وأما إن كان الأرض قد أصابها شيء من نجاسته فلا تصح الصلاة فيها حتى تطهر، وسبق في الفتوى رقم: 72089، بيان ما تطهر به الأرض من نجاسة الكلب.
أما الصوم وقراءة القرآن فلا يشترط فيهما طهارة المكان، ولا ننصحك بترك البيت، وإنما بنصح زوجك وأهله وبيان الحكم الشرعي لهم، ويمكنك منع الكلب من دخول غرفتك التي تصلين فيها وتقرئين القرآن، وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.