عنوان الفتوى : الصلاة في بيت فيه كلب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا فتاة مغربية أعيش في هولندا سؤالي هو: أنا مقبلة على عمل كحاضنة، المشكلة أن لديهم كلب في المنزل وأنا أصلي ليلاً، علماً بأني سأعمل ليلاً وهكذا، فأنا محتارة لنومي عندهم وأؤكد أنه لن يوجد غيري والأطفال في المنزل، فهل تجوز صلاتي عندهم أم لا؟! أنا ليس عندي إقامة هولندية وليس لي فرصة أخرى في عمل آخر، ولكن إن كانت صلاتي لا تجوز فلن أعمل عندهم، لأن صلاتي أهم من كل شيء....!؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن بعض العلماء منع المسلم من الخدمة الشخصية عند الذمي، قال ابن قدامة في المغني: ولا تجوز إجارة المسلم للذمي لخدمته. نص عليه أحمد. وعلل ابن قدامة عدم الجواز بقوله: ولنا أنه عقد يتضمن حبس المسلم عند الكافر وإذلاله له واستخدامه...

وعليه؛ فالصواب أن تتركي هذا العمل إذا لم تكوني مضطرة إليه، ومما يرجح وجوب الترك في حالتك أنه لا يمكنك أن تلتزمي بالضوابط الشرعية أثناء تواجدك مع هؤلاء، ومن ذلك اللبس الشرعي وعدم الخلوة والبعد عن المصافحة والملامسة.

وأما عن الصلاة في المحل الموجود فيه كلب، فإنها تصح في الأرض التي لم يصبها شيء من نجاسة الكلب، وأما إن كانت الأرض قد أصابها شيء من نجاسته فلا تصح الصلاة فيها حتى تطهر، وقد اختلف العلماء في تطهير الأرض التي أصابتها نجاسة، فذهب الحنفية -وهي رواية عن الإمام أحمد واختارها شيخ الإسلام- إلى أنها تطهر بالشمس أو الريح أو الجفاف.

وذهب الشافعية -وهو معتمد مذهب الحنابلة- إلى أنها لا تطهر إلا بمكاثرتها بالماء، ثم اختلفوا في نجاسة الكلب إذا أصابت الأرض، فذهب الشافعية إلى وجوب التسبيع ولا حاجة للتتريب، وذهب الحنابلة في معتمد مذهبهم إلى الاكتفاء بالمكاثرة، قال المرداوي في الإنصاف: الصحيح من المذهب أن النجاسة إذا كانت على الأرض تطهر بالمكاثرة، سواء كانت من كلب أو خنزير أو غيرها... إلى أن قال رحمه الله: وقيل يجب العدد من نجاسة الكلب والخنزير معها، ذكره القاضي في مقنعه والنص خلافه. انتهى.

وقد علمت من أقوال أهل العلم فيما سألت عنه أنه من الصعب عليك تصحيح صلاتك في المحل المذكور، وهذا موجب آخر لتصويب تركك لهذا العمل، ونسأل الله أن ييسر لك عيشاً طيباً، ويسلك بك صراطاً مستقيماً.

والله أعلم.