عنوان الفتوى : الرجال غيره كثير
أنا شابة في الثلاثين من عمري كنت منذ عشر سنوات مخطوبة من شخص وكنت أحبه جدا وكان يحبني ولكن سافر للخارج لمدة عامين وعاد فجأة وفسخ الخطبة وتزوج من أخرى بدون أي سبب، منذ سفره لم أره ولكنني لم أستطع أن أنساه وعانيت كثيرا بسبب هذا الموضوع وأصبت بانهيار ولم أستطع أن أتزوج من شخص آخر مع أنني تقدم لخطبتي أشخاص كثيرون وتوفي والدي ثم والدتي وأصبحت وحيدة وبعد عشر سنوات قابلت هذا الشخص مرة أخرى وصارحني بأنه مازال يحبني لم يستطع نسياني وأن زوجته الحالية سيدة طيبة ، فأراد أن يجمع بيننا وفعلا تقدم للزواج مني مرة أخرى ولكن رفضت زوجته أن يتزوج عليها وحدثت خلافات كثيرة لدرجة أن زوجته وأهلها قاموا برفع دعوى قضائية عليه وحدثت مشاكل كثيرة وكاد أن ينفصل عن زوجته ولكني رفضت أن يطلق زوجته لأنها ليس لها أي ذنب ومع كثرة المشاكل أحسست بأنه بدأ في التراجع وتركته أنا فهل أنا مذنبة، أم هو المذنب لأنه جرحني وظلمني للمرة الثانية، هل فسخ الخطبة دون رغبة الخطيبة إثم يعاقب الله عليه الخاطب، وهل جرح القلوب ومشاعر الناس يسهل على الإنسان لهذه الدرجة، وهل هذا الشخص لم يتق الله في سواء في المرة الأولى والثانية أم أنني أنا كنت مخطئة عندما فكرت في الارتباط به مرة أخرى، مع أنني كنت أتقي الله فيه وفي زوجته الأخرى، وعندما فكرت في الارتباط به كنت أريد أن أتقي الله في نفسي وأن أصون نفسي ولا أنكر أنني مازلت أحبه بعد كل هذه السنوات، أفيدوني أفادكم الله لأني أشعر بذنب كبير جدا.. أني كنت السبب في جرح مشاعر إنسانة أخرى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حق كل خاطب أن يفسخ الخطبة متى شاء، ولا ينبغي أن يحصل ذلك إلا لسبب معتبر، ولكن لا يأثم إذا فعل ذلك، ولا بأس بأن يسترضي الطرف الآخر ويبين له الأسباب التي دعته إلى فسخ الخطبة لكن لا يلزمه ذلك، وعلى المخطوبة إذا فسخ الخاطب خطبتها أن ترضى بقضاء الله وتصبر ولعل الله تعالى يدخر لها من هو خير من خاطبها، ولتعلم أن الله تعالى ما قصر الزواج على رجل بعينه، والرجال سوى خاطبها كثيرون، ولتحذر من العشق المحرم فهو داء دفين، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 9360، والفتوى رقم: 27626، وننصحك أيتها الأخت الكريمة بأن تكفي عن التعلق بهذا الرجل وأن تتهيئي للخطاب، وانكحي صاحب الخلق والدين، وفقك الله لكل خير وأصلح حالك ويسر أمرك.
والله أعلم.