عنوان الفتوى : عقد عليها وأهلها يعيقون الزواج
شيوخنا الأفاضل: أنا بفضل الله شاب ملتزم منذ صغري... منذ وجودي بالجامعة وأنا أفكر في الزواج وبالفعل بعد الجامعة عقدت على قريبة لي، ولكن عقد شرعي غير مسجل... بعد ذلك بقليل سافرت مع أسرتها إلى الخارج.. وكان هذا صعبا جداً علي خصوصا وأنني عاقد... موقف والدتها ترفضني منذ البداية لسبب واه.. ألا وهو أنني من عائلة زوجها, أي في أي مشكلة سأكون في صف زوجها ضدها (كما تزعم هي) وأنا أصلاً لا أحب التدخل في مشاكل الغير الخاصة.. مع العلم بأن والدة زوجتي لا تكلمها منذ عامين (أي منذ العقد) ولا كلمة واحدة حتى حين مرضت زوجتي وكادت تموت أيضا لم تكلمها أمها.. والبنت تعاني نفسيا من تواجدها في منزل واحد لمدة عامين مع أم لا تكلمها لمجرد أنها اختارت زوجا يناسبها بموافقة وليها هناك مواقف عديدة توضح قسوة قلب هذه الأم، ولكن المقام لا يتسع لذكر كل شيء... كان موعد البناء هو هذه الإجازة وأنا الآن مستعد لذلك ماديا ونفسيا وأنتظره منذ أن سافرت زوجتي من عامين... ولكني فوجئت بتأجيل الموعد وبأن زوجتي لن تعود إلي هذا العام بل وقد لا تعود العام القادم... أنا الآن أتعرض لفتن شديدة.. وأنا رجل شاب في حاجة ماسة إلى الزواج.. وأنا عاقد، ولكن ليس معي عقد شرعي لأجبر والد زوجتي ليأتي بها لكي أتخلص مما أعانيه من الآم وفتن لا يعلمها إلا الله.... موقف والدها هو موافق منذ البداية ومتحمس للأمر جداً، ولكن منذ أن سافر قد تغير موقفه بعض الشيء فأنا أشعر أنه يريد أن يرضي زوجته وفي نفس الوقت يريد استمرار ارتباطي بابنته.. لهذا فهو يؤخر ويؤخر.. وقد لا يفكر في الحضور أصلا.. وقد وصل الأمر إلى حرماني من التحدث معها أبداً حتى عبر الهاتف ومر العيد والعيد ولم أتحدث معها أو يحدث بيننا أي نوع من التواصل.. وهذا يزيد ألمي النفسي إلي حد لا يوصف، موقف البنت متمسكة بي إلى حد يفوق الوصف وهذا يصعب الأمر علي.. فلطالما حلمت أن أجد إنسانة ملتزمة وتحبني وأحبها إلى هذا الحد... علما بأني لم أدفع مهرا ولم نتفق عليه أو نحدده أيضا وإنما أحضرت هدية ذهبية يوم العقد.. الآن أنا لست مستعدا للتأخير أكثر من ذلك فليس هناك سبب مقنع لذلك... وأيضا أنا لا أستطيع الصبر على ذلك أكثر من عامين كما تقدم.. فأرجوكم أجيبوني بالتفصيل .. ما موقف الشرع من والدها ووالدتها.. وبم تنصحونني بارك الله فيكم... فهل أتركها وأتزوج وأتركها تعاني بقية حياتها وتفتن في دينها... أم أترك نفسي عرضة لفتن لا أقوى عليها، فأرجو سرعة الرد... ساعدوني؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان ولي المرأة أنكر العقد وكنت تستطيع إثباته وإجبار والد البنت قانوناً على أن يرسل لك زوجتك أو تستطيع أن تذهب إليها وتكمل الزواج ثم تذهب بها حيث تشاء فهذا هو ما ننصحك به، وإن لم تكن تقدر على الذهاب إليها أو لا تستطيع إجباره على إكمال الزواج فينبغي أن تبحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين، وإن استطعت الجمع بينهما فهو أولى حفاظاً على البنت التي ذكرت من خلقها ودينها وحبها لك ما ذكرت وعسى أن يتغير موقف أهلها أو تجد هي فرصة لإجبارهم على القبول بإكمال زواجها، فإن تعذر الجمع فتزوج غيرها وطلقها إن شئت ولها عليك نصف المهر، وما دمتما لم تتفقا على مهر فلها نصف مهر مثلها ولا عدة عليها، وإن شئت فأمسكها حتى يضطر أهلها إلى طلب الخلع والافتداء منك بالعفو عن نصف المهر ورد ما بذلته من الهدية، ولمزيد من الفائدة حول حقوق المطلقة قبل الدخول تراجع الفتوى رقم: 22068، ولحكم هدايا الزوج لزوجته تراجع الفتوى رقم: 1955.
والله أعلم.