عنوان الفتوى : احرص على ذات الدين ولو لم ترض أمك
ما حكم الزواج دون رضى الوالدة علما أنّ الأب موافق على زواج الابن و لكن الأم ترفض لأنها لا تريد لابنها أن يتزوج الفتاة التي اختارها وهي فتاة محجّبة وأهلها ملتزمون دينيا و تريد أن تزوجه لفتاة جميلة و غير محجبة و لا ملتزمة تختارها هي. فما الحكم في إصرار الابن على الزواج من هذه الفتاة المحجبة رغم رفض الأم المتكرر لطلبه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دامت الفتاة ملتزمة دينة فينبغي أن تحرص على الزواج بها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
وذلك لأن ذات الدين هي المأمونة على نفسها والحريصة على طاعة زوجها وتربية أولادها التربية الإسلامية الصحيحة؛ بخلاف غير الدينة، وهذا أمر معروف مشاهد، وعليك أن تسعى قدر المستطاع في إقناع والدتك بالموافقة على الزواج من تلك الفتاة، فإن وافقت فذلك المطلوب، وإلا فلا تلتفت إلى قولها ما دام سبب رفضها هو كون تلك الفتاة محجبة وملتزمة، مما يدل على أنه لن تقبل فتاة محجبة أخرى، وليس في هذا عقوق، لأن الشرع الذي أوجب طاعتها وبرها قيد ذلك بالمعروف، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه، ولا معروف في الإعراض عما دعا إليه الشارع الحكيم من نكاح ذوات الخلق والدين والترغيب فيهن .
والله أعلم