عنوان الفتوى : حكم حرمان الزوجة من الإنجاب

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

تعرضت في مراهقتي لتحرش جنسي من والدي والذي يؤلمني أنه أثر علي إلى الآن عمري 30 سنه أنا بنت وحيدة أحب أبي جداً لم أستطع أن أتحمل قسوة تحطم الحضن الكبير الذي كان سندي وقدوتي كان عمري 14عاما عندها بعدها دخلت الجامعة وأنا أحمل هذا السر بقلبي ووجدت شابا توسمت به الخير واتفقنا على الزواج وكان أول بشر يعلم بالموضوع لأني كنت خائفه على مشاعر والدتي وبعدها صرت أقفل غرفتي وأتهرب من وجودي مع أبي وصار يحاربني وأعطيته خبرا أن هذا الشاب يريدني جن جنونه ورفضه وانقلب البيت إلى جحيم أنا التي دفعت ثمنه من اكتئاب وألم ومحاولة انتحار مع أني أخاف الله وكان هو ملجئي إلا أني كرهت الرجال وكرهت الشاب الذي ارتبطت معه 8 سنين أنا متفوقة بالدراسة وتخرجت محامية وعملت ووصلت لأعلى المراكز والدتي متدينة ومحجبة، لكن شخصيتها مسحوقه أمام أبي الذي أتى من بيئة غير دينية وتختلف تماما عن رقي ودين أهل أمي لي أخوان أصغر مني بعد كل هذه المشاكل تعرفت على شخص متدين أثناء دورة بالخليج أنا من سوريا هو مطلق من سنين وله ولدان أصر على الزوراج مني صليت لله وطلبت العفو عني وأن يرزقني رجلا يخافه لأن من تعرفت عليه بالجامعة ووصلته لأعلى المراتب من خلال معارفي وجهدي لم يخف الله في ارتحت لذلك الرجل الذي يكبرني 14 عاما وجاء وتزوجني كنت أحلم بالحجاب وبالبيئة الصالحة معه سبحان الله كيف وافق أبي على زواجي من يمني وغربتي وكيف أنا تركت عز الدنيا الذي كنت فيه بسبب دعوة صادقة للواحد الأحد الآن بعد مضي 5 سنوات زوجي يحرمني من الإنجاب ولازلت أشعر كما كنت بسوريا أني مجرد متعه ولعبة جنسية تحطمت أحلامي معه كنت أريد أن أؤسس عائلة إسلامية هو يتهرب دائما من المسؤليه كنت أريده عونا لي، لكنه مشغول بعمله مع أن دخله متواضع والله لا أطلب الكثير لم أطلب إلا الستر والذرية الصالحة، والآن وبسبب رفضه للإنجاب مع أنه يعترف لي بأني زوجة وامرأة ممتازة بكل شيء أصبح يدقق على أشياء تافهة وفتح معي مواضيعي القديمة التي ذكرتها لكم لأني لم أرد أن أبدا حياتي إلا على صفحة بيضاء استغربت موقفه وعدائيته كل هذا لأني طلبت الخلفه كرهته لأنه مد يده علي لأني واجهته بظلمه لي وبصور لفتاة وجدتها على الفلاش الذي يملكه وصار يقول إنها صديقة عاديه تعرف عليها أثناء دورة بالمانيا طيب ليش يخبئ هذه الصور ليش يكذب كنت أحترم كلامه وأعتبره أبا وأخا وطاعته واجب وأتجمل من حبة دواء يشتريها لي هذا جزائي هكذا كم أشعر بالذل أشعر نفسي توسوس لي أن أرجع لحياتي الماضية وأكون مكانة عملية واجتماعية كنت نجمة فيها طلبت الطلاق منه وأريد الرجوع لبلدي بعد أن تحطم في نظري آخر الرجال المحترمين أعرف أني والحمد لله جميلة ومحبوبة لا أريد أن أخسر ديني بدنياي ساعدوني أرجوكم والدتي تريدني بقربها أنا مشتتة لا أعرف ماذا أفعل، هناك الكثير من الرجال ممن يتمنون قربي ولكن إحساسي الداخلي أن الرجل لا يرى بالأنثى إلا المتعه يمزقني هل أترك زوجي الذي كنت أعشقه وأعشق أهله لأنهم من منبت طاهر وكم تمنيت الستر والرضا من الله أو ماذا أفعل ورواسب كل رجل تعاملت معه وإحساسي أنه لا ينظر لي إلا للجنس صدقا هذا ما كان يحصل معي؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما كان لك أن تذكري سوابقك وما حدث لك من أبيك أو غيره، بل كان الواجب عليك أن تستري نفسك وتستري على أبيك زلته، لأن ذكر ذلك إنما يضرك ولا ينفعك، وهذا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله. رواه الحاكم والبيهقي. وصححه السيوطي وحسنه العراقي، وقوله عليه الصلاة والسلام: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري. فكان عليك أن تستري نفسك إذاً وتستري على أبيك ما حدث منه ولا تخبري أحداً بعد ذلك بما كان.

وأما زوجك فلا يجوز له ممانعتك في الإنجاب إن كنت ترغبين فيه؛ لأن طلب الولد من أسمى مقاصد النكاح وهو حق مشترك بين الرجل والمرأة، فلا يجوز له حرمانك منه دون إذنك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 18375.

وفعله ذلك وتطاوله عليك باليد ونحو ذلك مما يبيح لك أن تسأليه الطلاق، وإن كان الأولى والذي ننصحك به ألا تستعجلي في ذلك وتسلكي مع سبلاً أخرى، كالنصح والوعظ وتسليط بعض طلبة العلم والدعاة لعله يستجيب ويغير رأيه ويصلح من حاله، فإن لم يجد ذلك شيئاً وبقي مصراً على منعك من الإنجاب، فلا حرج حينئذ أن تسأليه الطلاق، وإن أبى فلك رفعه لولي الأمر والجهة المسؤولة لألزامه بذلك ورفع الضرر عنك. وللفائدة انظري في ذلك الفتوى رقم: 2589، والفتوى رقم: 49841.

والله أعلم.