عنوان الفتوى : التوفيق بين حديث نفخ الروح... وحركة الجنين قبل ذلك

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كنت في مناقشة مع بعض الإخوة في ما يخص الحديث الشريف الآتي : "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها".و

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فللجنين في بطن أمه حركتان حركة إرادية لا تكون إلا بعد نفخ الروح، وحركة لا إرادية ‏تكون قبل نفخ الروح وبعده.‏
وعلم الطب الحديث يقرر أن نفخ الروح في الجنين وما ينتج عنه من حركات إرادية له، ‏كتعلقه بالحبل السري ونومه وصحوه وتقلبه، وغيرها من حركات الجنين، أن ذلك كله لا ‏يكون إلا في نهاية مائة وعشرين يوماً عمر الجنين، ويراجع في ذلك كتاب خلق الإنسان بين ‏الطب والقرآن للدكتور (محمد علي البار) وهذا هو المقرر عند علماء المسلمين. قال ابن ‏حجر في الفتح ( اتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة شهر).
أما ‏حركة الجنين قبل هذه المدة فهي حركة لا إرادية ليست ناتجة عن حياة في الجنين، وإنما هي ‏ناتجة عن نمو
الجنين واغتذائه، وليس في الحديث المذكور، ولا في غيره من نصوص الشريعة ‏ما ينافي ذلك، بل قد نص علماء المسلمين السابقين على ذلك. قال ابن القيم في التبيان في ‏أقسام القرآن ( فإن قيل: الجنين قبل نفخ الروح فيه هل كان فيه حركة وإحساس أم لا؟ ‏قيل: كان فيه حركة النمو والاغتذاء كالنبات، ولم تكن حركة نموه واغتذائه بالإرادة، فلما ‏نفخت انضمت حركة حسيته وإرادته إلى حركة نموه واغتذائه).‏
والله أعلم.‏