عنوان الفتوى : لا تنافي بين البلاء والحياة الطيبة
سؤالي هو: كيف يمكن أن أوفق بين قوله تعالى "ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" وقول الرسول صلى الله عليه وسلم"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة"؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن بلاء الله للمؤمنين أمر مهم لهم لا ينافي إسعاد الله لهم ولا يعارض تكريمه إياهم بأنواع التكريم، فالبلاء يكون سبباً لتكفير السيئات ورفع الدرجات، وأهل الإيمان يظلون مرتاحين صابرين، ويسعون في رفعه بالصبر والدعاء والاستقامة على الطاعات، والأمثلة على كونهم ظلوا في سعادة وارتياح بال وطمأنينة مهما كانت الابتلاءات كثيرة،
فمن ذلك ابتلاء إبراهيم عليه السلام بالإلقاء في النار لم يجعله يفزع أو يفر من قومه، وكذلك ابتلاء أيوب عليه السلام وبلال وأصحاب الأخدود وغيرهم، وكان شيخ الإسلام رحمه الله يقول وهو في السجن: ما يفعل أعدائي بي، أنا جنتي في صدري، إن قتلي شهادة، وطردي سياحة، وسجني خلوة... وقال بعض السلف: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف. وراجع في تعريف الحياة الطيبة ومعرفة أسباب تحصيلها وأسباب كشف البلاء الفتاوى ذات الأرقام التالية: 47005، 52762، 64831، 76048، 27048، 68749، 48446، 41347، 69742، 35046، 31768، 29172، 76048.
والله أعلم.