عنوان الفتوى : سعادة الفاسقين.. حقيقة أم وهم وخيال

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أفيدونى أفادكم الله فقد كرهت هذه الحياة أنا شخص متقلب المزاج والطباع و الشخصية بشكل غريب وأعانى من هذا من سنين طويلة و لا أدرى لذلك تفسيرا فغالبا ما أكون مكتئبا و تسيطر عليَ أفكار سيئة مقززة أخجل حتى من ذكرها هنا وأحيانا قليلة أكون هادىء البال مطمئن القلب مع العلم بأنى دائم الصلاة والصيام والزكاة ولا أقرب الفواحش و أتغير من حال إلى حال بدون سبب أو مقدمات ودعوت الله كثيرا أن يصرف ذلك عني و يجعل مني شخصا سويا حتى شككت أن دعائى لا ينظر إليهبل يهمل و أستغفر الله من هذا وأعجب أني أرى الفاسقين والكافرين في حال أحسن مني وفي سعادة وعندما أقرأ القران أوأستمع إليه ينتابنى شيء كالصدمة الكهربائية تجعلنى أنتفض في مكاني مركزها أسفل العمود الفقرى مع تنميل في يدي اليسرى وأحيانا قدمي اليسرى و

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه نود أولاً أن نصحح ما ورد في قولك بأنك ترى الفاسقين والكافرين في حال أحسن منك وأنهم في سعادة.. فاعلم أيها الأخ الكريم أن السعادة ليست هي ما يظهر للناس من حسن الهيئة والهندام وبسط الرزق ، وإنما هي شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه يجد فيه صفاء النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير ، وهذا لا يوجد في قلب الكافر أو الفاسق؛ وإنما يوجد في قلوب عباد الله المتقين ، قال الله تعالى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه: 124} وقال تعالى : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  {النحل: 97} وشواهد هذا من الواقع كثيرة معروفة لمن تفحص واقع الناس الآن بعين البصيرة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فاعلم أن المسلم لا يبتليه الله أي ابتلاء فيصبر ويحتسب ويتعامل معه وفق ما شرع الله تعالى إلا وفاه الله أجر ذلك غير منقوص. قال تعالى : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ  {الزمر: 10}

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، ون أصابته ضراء صبر فكان خيراً له . وفي الصحيحين أنه قال : ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه ، حتى الشوكة يشاكها .

وانطلاقاً مما ذكر نوصيك بأمرين :

الأول : منهما تقوية إيمانك بالله والمواظبة على الأعمال الصالحة ، لتفوز بالسعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة .

وثانيهما : الصبر وعدم الجزع لتفوز بما وعد الله به الصابرين من الجزاء الوافر.

وأما الذي ذكرته من أعراض فإنها قد تكون لسبب مس أو سحر أو حسد ، وقد تكون لأسباب عضوية ، وأياً كان الأمر من ذلك فإنه بإمكانك أن ترقي منها نفسك أو تطلب الرقية ممن عرف بالصلاح ، ولك أن تراجع في الرقية الشرعية فتوانا رقم : 13277 .

ثم سؤالك عما إذا كان الشيطان يستطيع تصوير أحداث لم تحدث على أنها حدثت؟ فجوابه أن هذه هي وظيفته الأساسية ، ولكن كيده ضعيف فهو يخنس ويضعف عند سماعه ذكر الله . روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . وقال أيضاً : إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله تعالى خنس ، وإن نسي الله التقم قلبه . أخرجه أبو يعلى في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أنس رضي الله عنه . فعليك بالمدوامة على ذكر الله لتستريح من كيده .

والله أعلم .

أسئلة متعلقة أخري
الخوف من عدم قبول الأعمال وحكم الترويح عن النفس باللعب
تعريف الغيبة وما يجب على من سمعها في المجلس
على المرء مجاهدة المشاعر السلبية والسعي للتخلص منها
دعاء لصرف الأشرار
الإصرار على المعاصي اتّكالًا على عفو الله طريق المخذولين
ثواب من يشتهي المعصية ولا يعمل بها
ركن التوبة الأعظم هو الندم
الخوف من عدم قبول الأعمال وحكم الترويح عن النفس باللعب
تعريف الغيبة وما يجب على من سمعها في المجلس
على المرء مجاهدة المشاعر السلبية والسعي للتخلص منها
دعاء لصرف الأشرار
الإصرار على المعاصي اتّكالًا على عفو الله طريق المخذولين
ثواب من يشتهي المعصية ولا يعمل بها
ركن التوبة الأعظم هو الندم