عنوان الفتوى : الرضا بالقضاء وإحصان الفرج بالزواج
أنا فتاة كنت مخطوبة لشخص وقد استشهد هذا الشخص في العراق علي يد مسلحين لأنه كان مراسلا صحفيا مصريا وكان هذا الشخص متدينا ويعرف الله حقا وكان يصلي وهذا الذي جذبني إليه نظراً لقلة الدين في الشباب هذه الأيام وعند اقتراب عقد قراننا اختاره الله أن يستشهد .. والحمد لله راضية بقضاء الله وقدره ولكنى حتى الآن أفكر فيه ولا أستطيع حتى أن أفكر في الزواج من غيره ولكن هذا رغما عن إرادتي حتى فاتت 5 شهور علي استشهاده ولكني لم أنسه ولا أعرف كيف أنساه لأنه كان ملتزما مع الله وكان هذا أملي في الشخص الذي كنت أرتبط به ويكون زوجا لي وأبا صالحا لأولادي .. وكنت أرفض الكثير من المتقدمين لخطبتي لأني كنت في انتظار الأحسن في الخلق وفي الشخص المتقرب من الله ... ولكنى الآن أدعو الله أن يجمعني وإياه في الجنة وأن أكون نصيبه في الجنة وزوجة له حتى أنى أقول أنا لا أريد أن أتزوج أبدا حتى الموت وأنا راضيه بحالتي هذه وأحاول أن أتقرب من الله حتى أرضيه وأكون من أصحاب الجنة حتى أحشر مع من أحببت في الله وهو ذلك الشخص الذي أحببته لأنه أحب الله بإخلاص ولا أجد حتى الآن من يعوضه فهل هذا حرام أني أرفض الزواج من أحد ... وهل حتى إذا تزوجت بأحد إذا كان موضوع الرفض حراما علي ولا يرضى الله هل من الممكن أن أدعو الله أن أكون زوجة للشخص الذي أرتبط به في الدنيا (الشهيد) حتى ولو كنت متزوجة بآخر ... ولكنة يا فضيلة الشيخ أخاف أن أظلم الشخص الذي يتقدم لخطبتي الآن نظراً لأني أقارن بينه وبين خطيبي الذي استشهد وأجد دائماً أن الذي استشهد هو الأفضل وأنا لا أريد هذا ... أرجو أن تكون فضيلتكم فهمتم ما أقصده ... أنا تعبانة في حياتي وخائفة من كلام الناس وفي نفس الوقت غير قادرة أن أنسى خطيبي الذي استشهد لأنه كان أملي في الحياة وأملي في الحياة هو أن أتزوج شخصا كان يعتبر لا مثيل له في الخلق وفي الدين ... أكرر سؤالي هل من الممكن أن أدعو الله أن أكون من نصيب وزوجة (لخطيبي الشهيد) حتى لو تزوجت بآخر وأنا غير راضية مع إني لا أريد أن أتزوج شخصا وأنا أفكر في آخر أبدا لا أريد أن أظلم أحدا وأتمنى أن أعيش هكذا حتى الموت ... والشخص الذي يريد أن يتقدم لخطبتي الآن هو زميل لي في العمل وفاتح صديقتي في الأمر لأنه خائف من رفضي وأنا أعامله كأخت وهو إنسان محترم لكن يقطع في الصلاة وأنا أهم شيء عندي الصلاة وأقارن بينه وبين خطيبي الأول أيضاً أجد نفسي أفكر في الأول وللأسف قال لصديقتي إن لم يتم هذا الزواج سوف أرحل عن مصر ولا أرجع أبدا ... وأنا لا أريد أن أكون سببا في تعاسة أحد وأيضاً لا أريد أن أظلم أحدا وأظلم نفسي (مش عارفه أعمل إيه ) .... أريد مشورة فضيلتكم أرجوكم .. ولكم جزيل الشكر .. ووفقكم الله .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصحك أيتها الأخت الفاضلة بما يلي:
أولا: عليك بهذا الدعاء وهو: (إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها)، فما من مسلم تصيبه مصيبة فيقوله إلا أخلف الله له خيراً منها.
ثانيا: ننصحك بالاستسلام لقضاء الله وقدره واحتساب الأجر منه سبحانه.
ثالثا: ننصحك بطي صفحة الماضي، ونسيان الفائت، وحسن الظن بالله، فيما اختار لك.
رابعا: نشير عليك بالزواج ففيه غض للبصر وحفظ للفرج ورجاء الولد الصالح، واتباع لسنة الأنبياء فلا تحرمي نفسك هذه المصالح، ولك أسوة في نساء مؤمنات صالحات تزوجن بعد موت ازواجهن وكان أزواجهن من خيرة الناس ومنهم صحابة ومشهود لهم بالجنة.
وأما هذا الشاب الذي نسأل الله أن يكون مع الشهداء في الجنة، فإنه لم يكن زوجك في الدنيا، حتى نقول لك سيكون زوجك في الجنة، وراجعي الفتوى رقم:19824، لكن الجنة فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، فليكن همك دخولها، وإن مما يساعد على دخول الجنة أن تحصني فرجك بالزواج.
وليس في ما ذكرت من تفكير في هذا الشاب ونحو ذلك، مانعا لك من الزواج، وليس فيه ظلم للزوج، فإنك لا تؤاخذين على ما تحدث به نفسك، والله تعالى يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16}.
وعليك بصاحب الدين والخلق، وإذا صلح حال الشاب الراغب فيك، أو رجوت ذلك فلا بأس بالزواج به، ولكن لا يلزمك الزواج به خوفا من أن يلحقه ضرر.
والله أعلم.