تفسير سورة الشورى للناشئين (الآيات 32 - 53)
مدة
قراءة المادة :
8 دقائق
.
تفسير سورة الشورى للناشئين (الآيات 32 - 53)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (32) إلى (43) من سورة "الشورى":
﴿ الجَوارِ ﴾: السفن الجارية.
﴿ كالأعلام ﴾: مثل الجبال الشاهقة في عظمتها، أو القصور العالية.
﴿ يسكن الرِّيح ﴾: يجعل الرياح ثابتة لا تتحرك.
﴿ فَيَظْلَلْنَ رواكد على ظهره ﴾: فتبقى السفن ثابتة ساكنة لا تجري على سطح الماء.
﴿ أو يوبقهن بما كسبوا ﴾: أو يهلكن بسبب ما ارتكبوا من جرائم وذنوب.
﴿ ما لهم من محيص ﴾: لا مهرب لهم من عذاب الله.
﴿ الفواحش ﴾: كل ما عَظُم قبحه من الذنوب.
﴿ يغفرون ﴾: يكتمون غيظهم ويسامحون ولا ينتقمون لأنفسهم.
﴿ استجابوا لربهم ﴾: أجابوا ربهم إلى ما دعاهم إليه وأطاعوه وأطاعوا رسوله صلى الله عليه وسلم.
﴿ وأمرهم شورى بينهم ﴾: يتشاورون في جميع أمورهم.
﴿ أصابهم البغي ﴾: نالهم الظلم والعدوان.
﴿ ينتصرون ﴾: يقاومون الظلم والعدوان.
﴿ السبيل ﴾: المؤاخذة واللوم والعقاب.
﴿ يبغون في الأرض ﴾: يفسدون أو يتجبرون فيها.
﴿ إن ذلك لمن عزم الأمور ﴾: إن الصبر والعفو عند المقدرة من الأمور الحميدة التي تستلزم قوة العزيمة والسيطرة على النفس.
﴿ ولي ﴾: ناصر ومرشد.
﴿ هل إلى مردٍّ من سبيل ﴾: هل من وسيلة للرجوع إلى الدنيا كي يعملوا صالحًا.
مضمون الآيات الكريمة من (32) إلى (43) من سورة "الشورى":
1- مما يؤكد عظمة الله - سبحانه وتعالى - وبديع صنعه، تلك السفن الجارية في البحار الواسعة، والرياح التي تسيرها بإذن الله، وكلها خاضعة لأمره، وهو قادر على منع الرياح فتثبت السفن في مكانها.
2- ثم تبيِّن الآيات أن هذه النعم ليست إلا لذات فانية، وأما النعيم الباقي الخالد فهو في الآخرة.
3- وتستمر الآيات في بيان صفات هؤلاء المؤمنين، فتبيِّن أنهم يجتنبون كبائر الذنوب، ويتصفون بالحلم وقوة الإرادة والعفو عن الذين يسيؤون إليهم، والاستجابة لأوامر الله - عز وجل -، وأنهم أعزة يرفضون الذل، ويردون العدوان بمثله، ويعفون عند المقدرة.
4- ثم تبيِّن أنه لا ملامة على مَنْ عاقب بالمثل، وإنما على من يبدأ بالظلم، أو يزيد عن الحد في رد العدوان أو يدفعه الطغيان إلى الإفساد في الأرض، أما من صبر على الأذى، وعفا وهو قادر على الانتقام فقد سلك أحسن الطرق ونال الثواب العظيم من الله - عز وجل -.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (32) إلى (43) من سورة "الشورى":
ما عند الله من الثواب والنعيم خير وأبقى للمؤمنين المتوكلين على الله المجتنبين للكبائر، الذين يقيمون حياتهم كلها على التشاور فيما بينهم، ويدافعون عن حقوقهم، والذين يسامحون إلا إذا اعْتُدي على دينهم، أو عرضهم، ويعفون عند القدرة، ويفوضون أمرهم إلى الله.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (44) إلى (53) من سورة "الشورى":
﴿ ينظرون من طرف خفي ﴾: يحركون أجفانهم تحريكًا ضعيفًا كأنهم يسرقون النظر من شدة الخوف والفزع.
﴿ أولياء ﴾: أعوان ونصراء.
﴿ ومن يضلل الله فما له من سبيل ﴾: ومن يضلله ربه فليس له طريق يصل به إلى الحق وإلى الجنة في الآخرة.
﴿ ملجأ ﴾: مأوى يحميكم من العذاب.
﴿ نكير ﴾: إنكار لذنوبكم أو منكر لعذابكم.
﴿ حفيظًا ﴾: رقيبًا على أعمالهم.
﴿ إن عليك إلا البلاغ ﴾: ما عليك إلا أن تبلغ رسالة ربك.
﴿ بما قدمت أيديهم ﴾: بسبب ما ارتكبوا من المعاصي.
﴿ فرح بها ﴾: فرح المغرور المتكبر المتبطر بالنعمة.
﴿ كفور ﴾: شديد الكفر بالنعمة.
﴿ يَهَب ﴾: يعطي بلا مقابل.
﴿ يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ﴾: يعطيهم النوعين: الذكور والإناث.
﴿ عقيمًا ﴾: غير منجب ولا يولد له.
﴿ وحيًّا ﴾: إلهامًا أو في المنام.
﴿ من وراء حجاب ﴾: يسمع كلامًا من الله دون أن يراه، كما كلم الله - تبارك وتعالى - موسى - عليه السلام -.
﴿ أو يرسل رسولاً ﴾: أو يبعث ملكًا.
﴿ فيوحي بإذنه ما يشاء ﴾: فيبلغ الوحي إلى الرسول بأمر الله - سبحانه وتعالى - ما يشاء تبليغه.
﴿ علي حكيم ﴾: منزه عن صفات المخلوقين يفعل كل شيء بحكمة وتدبير.
﴿ روحًا ﴾: ما أوحى إلى الرسول أو جبريل - عليه السلام -.
﴿ الكتاب ﴾: القرآن الكريم.
﴿ الإيمان ﴾: الشرائع التفصيلية التي لا تعلم إلا بالوحي.
﴿ تهدي ﴾: ترشد.
﴿ صراط مستقيم ﴾: طريق معتدل، والمقصود الدين القويم وهو دين الإسلام.
مضمون الآيات الكريمة من (44) إلى (53) من سورة "الشورى":
1- تبدأ الآيات ببيان أن من اختار لنفسه الضلال فلن يجد من دون الله هاديًا، وإنما يجد العقاب في الآخرة، ويتمنى الرجوع إلى الدنيا ولكن بلا فائدة، وإنما يعرض هو وأمثاله على النار في ذلة ومهانة.
2- ثم تبيِّن أنه لا طريق إلى النجاة إلا بالاستجابة لله والمسارعة إلى الطاعة قبل فوات الفرصة.
3- وعلى الإنسان أن يتدبر أمره، وأن يرجع إلى ربه الذي يملك أمر السموات والأرض.
4- ومن ذلك تقسيمه الناس إلى أربعة أقسام من حيث الإنجاب.
5- ثم تنتهي السورة ببيان صور الوحي المختلفة فتارة يكون ذلك إلهامًا في القلب في أثناء اليقظة، أو عن طريق الرؤيا في المنام، أو يكون كلامًا يسمعه الرسول من وراء حجاب، أو يرسل جبريل - عليه السلام - يوحي بإذنه - سبحانه وتعالى - ما يشاء.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (44) إلى (53) من سورة "الشورى":
1- الملك كله لله وحده يخلق ما يشاء فيه بحكمته ويعطي لمن يشاء من عباده الإناث فقط أو الذكور فقط أو النوعين معًا، ويجعل من يشاء عقيمًا.
2- النسل من نعم الله - سبحانه وتعالى - فقد من به على عباده، فعلينا أن نشكر ربنا على ما رزقنا من أولاد أو بنات، وعلى الأبناء أن يشكروا ربهم على ما رزقهم من نعمة الآباء والأمهات.