عنوان الفتوى : الرد على من زعم أن عمر بن الخطاب هو الذي حرم المتعة
هل الحديث المنسوب لعلي بن أبي طالب والذي يقول فيه ( لولا أن نهى عن المتعة عمر ما زنى إلا شقي ) هل هو صحيح أم ضعيف، وإذا كان ضعيفا أرجو أن تبينوا مشكورين سبب ضعفه .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الحديث المنسوب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حديث باطل لا يصح عند أهل السنة، ولا يصح أيضاً من طرق الشيعة، لأنه من رواية المفضل بن عمر، وهو عندهم: فاسد المذهب، مضطرب الرواية لا يعبأ به، ضعيف متهافت، ولا يجوز أن يكتب حديثه، بل أخرج الكشي في رجاله ص 322 عن أبي عبد الله ( جعفر الصادق ) أنه قال لإسماعيل بن جابر: أنت المفضل وقل له: يا كافر يا مشرك ما تريد إلى ابني؟ تريد أن تقتله؟.
وروى الكشي أيضاً أن أبا عبد الله قال لحجر بن زايدة وعامر بن جذاعة: نعم فالعناه وابرءا منه، برئ الله ورسوله منه.
ومع بطلان هذا الحديث وكذبه، فهو - أيضاً - مخالف لما صح عن علي رضي الله في كتب السنة والشيعة من أن تحريم المتعة كان يوم خيبر.
فقد روى الطوسي في كتابيه الاستبصار والتهذيب بإسناده عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي قال: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة.
وهذا هو الحق، فإن نكاح المتعة حرم يوم خيبر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أن عمر هو الذي حرمه!! وهذا موافق لما في كتب أهل السنة، ففي الصحيحين عن علي أنه قال لابن عباس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة يوم خيبر، وعن لحوم الحمر الأهلية. وانظر الفتوى رقم: 485
والله أعلم.