عنوان الفتوى : اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالأمراض النفسية
قرأت مقالاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعاني من مشاكل نفسية وأنه لم يكن سوياً في عقله. فهل هذا صحيح ؟ أعلم أنه غير صحيح لكن هناك الكثيرون الذين يعتقدون ذلك. فكيف ندافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟.
الحمد لله.
أولاً :
يجب أن يعلم المسلم أن هناك فرقاً بين أن ندافع عن الإسلام أمام المسلمين فذلك يكون بالكتاب والسنة وغيرها من المصادر المعتبرة ، وبين أن ندافع عن الإسلام أمام غير المسلمين الذين لا يقرون ولا يؤمنون بالمصادر الشرعية فنناظرهم بالعقل والحس والفطرة .
وللجواب عن هذا السؤال لا بد أن نعلم أن مثل هذا الكلام لا يصدر عن مسلم يؤمن بشريعة الإسلام ، وأنه لا شك أن مثل هذا الكلام كفر وزندقة ، وعليه : فمن الواضح أن أصحاب تلك الدعوى غير مسلمين ولا مقرِّين بالشرع ، بل هم كفار بالله وبدين الإسلام ، فيحسن أن يناقَشوا بالعقل ، وبالتالي نرد عليهم كالآتي :
أن هذه الدعوى لا تخرج إلا من حاقد وحاسد لدين الإسلام ، والحسد أو الحقد لا يقع فيه الإنسان إلا عندما يرى نعمة ظاهرة فتفرز غلا وحسدا في قلبه ، فأصحاب هذه الدعوى عندما رأوا المسلمين وما هم فيه من نِعَمٍ ظاهرة من راحة البال واطمئنان القلب وقلة المنكرات عند المسلمين من زنا وشرب للخمر وقلة المصابين بالأمراض النفسية والجسدية المنتشرة عندهم كالإيدز وغيرها من الأمراض ، وعندما رأوا التاريخ المشرق للمسلمين وكيف كانوا سادة الدنيا لما تمسكوا بالإسلام إلى غير ذلك من النعم الظاهرة التي شهد بها القاصي والداني ، ورأوا كثرة من يسلم في كل يوم في شتى بقاع الأرض : ساءهم ذلك ، وخافوا من انتشار الإسلام، ولم يستطيعوا أن يواجهوه إلا بحيلة الضعيف وهي استخدام الطعن والسب والشتم .
وإن العقلاء اتفقوا على أن أي إنسان يقيم دعوى لابد أن يأتي بالبينات والشواهد على صحة قوله وإلا رد قوله في وجهه فأين الدليل على دعواهم المغرضة تلك ؟
والدعاوى ما لم تقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء
فلو قيل لعاقل إن شخصا ما استطاع أن يقنع أناسا كثيرين تجاوز عددهم مليارات بفكرة معينة وأن يتبعوه على هذه الفكرة أو أن رجلا بمفرده استطاع أن ينجح في الانتخابات - مثلا - وأن يقنع الناس بالتصويت له لشهد هذا العاقل بعبقرية ذلك الرجل وذكائه ورجحان عقله ، فكيف بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم – بأبي هو وأمي - الذي دانت له العرب والعجم وانتشر الإسلام الذي جاء به في كل مكان ، وبقيت رسالته التي أرسله الله بها إلى هذا الزمان شاخصة براقة يشهد لها القاصي والداني حتى أولئك الأدعياء في قرارة أنفسهم ، ولكن عماهم الحسد والبغض والحقد .
إن كثيراً من أعداء الإسلام كالمستشرقين الذين درسوا الإسلام : شهدوا للإسلام بفضله وقرروا فضل ومكانة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وشهدوا برزانة عقله وكماله والفضل ما شهدت به الأعداء .
والواجب على المسلم أن لا يلتفت إلى هؤلاء المغرضين الذين يتربصون بالإسلام وأهله ويحاولون النيل منه وهيهات ذلك والإسلام لا تؤثر فيه شائعات هؤلاء ، ولا يرفعه مدحهم له .
والله الهادي .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |