عنوان الفتوى : يصلي ويشعر أنه ينافق وأن صلاته غير مقبولة
عندما أؤدي الصلاة أحس بأنني أنافق وأمن وينتابني شعور بأن صلاتي غير مقبولة مع أنني أؤديها على أحسن مايرام كما تعلمت أن تكون الصلاة. كيف أنزع هذا الشك الذي ينغص علي ويجعلني أفكر في تركها؟والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. وجزاكم الله كل الخير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما تعانيه من شعور تجاه نفسك أنك غير صادق في صلاتك، وأنك تنافق، وأن صلاتك لذلك غير مقبولة، إن هذا كله من كيد الشيطان الذي توعد بأن يقعد على طرق الخير، والأعمال الصالحة ليصد المؤمنين عنها.
قال تعالى حاكياً قوله: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) [لأعراف:16].
غير أن الله لم يجعل له من سبيلٍ على عباده إلا بالوسوسة، وقد علمنا وبين لنا - سبحانه - سبيل دفعها، والتخلص منها، ألا وهو بذكر الله عموماً، والاستعاذة بالله من الشيطان خصوصاً، ومن أنجع الوسائل لاتقاء وسوسة الشيطان - مع الاستعاذة والذكر - هو عدم الاسترسال مع الوساوس، وعدم الالتفات إلى ما يلقيه الشيطان، فإن ذلك مما يعين على إضعاف تأثيره على المرء.
أما قولك بأنك تفكر في الاستغناء عنها، فإن هذا هو عين ما يريده الشيطان منك ويسوقك إليه، فلو طاوعته وقد علمت عداوته وإرادته الشر بك، لوقعت في شر من الوسوسة - التي هي إخلال بالصلاة - ألا وهو ترك الصلاة بالكلية.
فالواجب عليك هو الكف عن مثل هذه الوساوس، وعدم التفكير فيها، فهي من وحي الشيطان وتلبيسه، وأقبل على صلاتك بخشوع داعياً الله حسن العمل، وحسن القبول، وكن واثقاً أنك إذا فعلت ما عليك من الأعمال الظاهرة والباطنة التي تقدر عليها، فإن الله سيقبل منك عملك، ولا يضرك كيد الشيطان، ولعل مما يفيد في ذلك أن تطلع على الفتوى رقم: 3087، ففيها تفصيل لأهم أسباب تحصيل الخشوع الذي هو لب الصلاة.
والله أعلم.