عنوان الفتوى : مدى تحمل السائق للمسؤولية إذا غاب وعيه فأدى لحادث قتل
أنا شاب أعيش في أسبانيا الصيف الماضي زرت أهلي في المغرب فعند العودة كلفني صديقي كي أسوق له سيارتة إلى أسبانيا فركب معي شاب مقيم في أسبانيا لكي أوصله معي لوجه الله فأثناء السير غبت عن وعيي فانتهى الأمر بحادث أودى بحياة الشاب الذي معي فماذا يترتب على ذلك ؟ وجزاكم الله خيرا .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا من قبل حكم قتلى حوادث السير من حيث تحمل السائق للمسؤولية، وملخصه أن السائق إذا كان قد أخذ بكافة الأسباب اللازمة للسلامة وبكافة الاحتياطات فيها بأن كان قريب عهد بتفقد عجلات السيارة وفراملها ومقودها… وكانت لديه الخبرة الكافية المعتبرة في القيادة، وكان ملتزما بقواعد السير وقوانين المرور، وكان كامل الصحة تام الوعي لم يشعر قبل الحادث بملل زائد أو فتور أو نعاس أو نحو ذلك مما قد يؤثر على تمام وعيه وتحكمه في السيارة، فما حدث بعد ذلك مما لم يستطع أن يتفاداه فهو غير مؤاخذ به، لأنه خارج عن إرادته، فأشبه الكوارث التي تبتلى بها الناس.
وإن اختل شيء من هذه الشروط كان ضامنا لما يترتب على ذلك. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 15533.
وبما أنك ذكرت أنك أثناء السير قد غاب وعيك، فانتهى الأمر بحادث أودى بحياة الشاب الذي كان معك، فإذا كنت قد شعرت بشيء من النعاس -ولو قليلا- قبل أن يغيب وعيك فهذا القتل يعتبر قتل خطأ، والواجب فيه صيام شهرين متتا بعين والدية، ولكنها تكون على العاقلة. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 5914.
وإن كنت لم تشعر بشيء، وإنما حصل غياب عقلك بصورة مفاجئة، فلا نرى أن عليك شيئا فيما حدث؛ لأنه أمر لا يمكن تفاديه.
والله أعلم.