عنوان الفتوى : المكان الذي ولد فيه علي بن أبي طالب
ما حقيقة ولادة الإمام علي بن أبي طالب من أن جدار الكعبة انشق لفاطمة بنت أسد ودخلت داخل الكعبة في حين منع الجدار دخول نسوة حاولن الدخول لمساعدة فاطمة بنت أسد في الولادة وبقيت ثلاث ليال ثم انشق الجدار مرة أخرى لتخرج فاطمة حاملة علي بن أبي طالب، هل هذه الولادة كرامة لعلي وأن ولادته أفضل من ولادة الأنبياء والمرسلين وحتى أفضل من ولادة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم، هذا ما نسمعه من البعض في هذه الأيام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد في صحيح مسلم، قال مسلم بن الحجاج: ولد حكيم بن حزام في جوف الكعبة، وعاش مائة وعشرين سنة.
وأخرج الحاكم في المستدرك عن مصعب بن عبد الله فذكر: نسب حكيم بن حزام وزاد فيه وأمه فاخته بنت زهير بن أسد بن عبد العزى، وكانت ولدت حكيما في الكعبة وهي حامل فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة، فولدت فيها فحملت في نطع وغسل ما كان تحتها من الثياب عند حوض زمزم، ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة أحد. قال الحاكم: وهم مصعب في الحرف الأخير، فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة.
وقد علمت مما تقدم أن ولادة علي في جوف الكعبة محل خلاف، ولو افترضنا صحة القول بميلاده داخل الكعبة فإنه لم يرد أنه ولد بالطريقة التي وردت في السؤال، ولو افترضنا -جدلاً- أنه ولد بتلك الطريقة، فإن تفضيله بها على أي من الأنبياء يعتبر كفراً مخرجاً من الملة، والعياذ بالله.
والله أعلم.