عنوان الفتوى : مدى صحة رواية أمير المؤمنين علي مع من أراد أن يكتب له عقد دار اشتراها
مشايخنا الأفاضل حفظكم الله ورعاكم، ونشكر جهودكم الضخمة والكبيرة في الرد علينا. جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: يا إمام لقد اشتريت داراً، وأرجو أن تكتب لي عقد شرائها بيدك، فنظر علي رضي الله عنه إليه بعينِ الحكمة فوجد الدنيا قد تربَّعت على عرش قلبه وملكت عليه أقطار نفسه، فكتب قائلاً يريد أن يُذِكّره بالدار الباقية، كتب بعدما حمد الله وأثنى عليه، أما بعد: فقد اشترى ميت من ميت داراً في بلد المذنبين، وسكَّةِ الغافلين، لها أربعة حدود، الحدُّ الأول ينتهي إلى الموت، والثاني ينتهي إلى القبر، والثالث ينتهي إلى الحساب، والرابع ينتهي إما إلى الجنة وإما إلى النار، فبكى الرجل بكاءً مُرًّا، وعلم أنَّ أمير المؤمنين أراد أن يكشف الحُجَبَ الكثيفة عن قلبه الغافل فقال: يا أمير المؤمنين أُشهد الله أني قد تصدَّقت بداري على أبناء السبيل، فقال له علي رضي الله عنه هذه القصيدة العصماء التي مطلعها: النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت **** أنَّ السعادة فيها ترك ما فيها هل هذه الرواية صحيحة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبعد البحث فيما بين أيدينا من مراجع لم نجد هذه القصة أو القصيدة مسندة إلى علي رضي الله عنه.
على أن سيدنا علي رضي الله عنه اشتهر بالفصاحة والبلاغة وأشعار الزهد وما شابه، والقصيدة فيها من ذلك الكثير.
والله أعلم.