عنوان الفتوى : كيفية التخلص من الأرق والاكتئاب
منذ تقريبا ثلاث سنوات أصبح لدي قلق ووساوس من النوم، بدأ القلق عندي وكنت لا أبالي بهذا الموضوع، أما الآن فأصبح شاغلي الوحيد وأصبحت وأمسيت أفكر بهذا القلق (قلق بخصوص قلة النوم) يعني نومي غير منتظم وعندي استعداد لليقظة طوال الليل ونادرا ما أشعر بالنعاس أو بالرغبة بالنوم ولأني سيدة عاملة أجبر نفسي على النوم للاستيقظ باكرا وعندما أضع رأسي على المخدة تبدأ الوساوس بأني لن أنام الليلة وبعد أن تمر ساعة من يقظتي بالفراش يصبح عندي ضيق بصدري وألم وأشعر بألم بالأعصاب وألم في قلبي ويكثرعندي التبول في الساعة مرتين إلى ثلاث مرات وأضغط على نفسي إلى أن أنام وأنا مجهدة جدا ولا تتعدى ساعات نومي الأربع ساعات وأحيانا أنام ساعتين وبعض المرات ولا ساعة مع العلم أني أتعاطى المهدئ زناكس من مرة إلى مرتين بمقدار 0.5 ملغم في اليوم بدون وصفة طبية منذ ثلاث سنوات، أول سنة كان مفعول العلاج ممتازا، الآن أصبح لا جدوى منه هل أزيد مقدار الجرعة لأن الجرعة لم تعد تؤثر بي وهل من آثار جانبية من استخدام هذا العلاج لفترات طويلة وكيف يمكنني التخلص من هذا المهدئ وأعود أنام بدون أدوية إذا كان هناك أدوية أخرى أقل ضررا، الرجاء أفيدوني مع العلم أني متدينة جدا وأعرف الله وعندي مخافة الله وأقرأ يوميا أذكار النوم وأذكار الصباح والمساء تقريبا يوميا وليس لدي أية مشاكل عائلية ولا ينقصني شيء بهذه الحياه سوى أن أنام وأصبح زوجي يتذمر مني وأكثر من مرة هددني بالانفصال لأني صرت مصدر قلق له وللأولاد وبالعمل كل يوم أذهب متأخرة للدوام والإدارة غير راضية عني وغالبا أكون بكسل وقلة همة بالعمل وفي البيت لا أطيق أحدا ومشاعر الاكتئاب غالبا ما تبدو علي، هل هذا ابتلاء من الله عز وجل وهل ألجأ إلى طبيب نفسي أم يكون هذا حسدا لا أعرف إلى من ألجأ، الرجاء ساعدوني ؟ جزاكم الله كل الخير .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل، والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى والمحافظة على الفرائض وما استطعت من النوافل وأعمال الخير وخاصة الصدقة هو الإكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى والتضرع إليه وخاصة في أوقات الإجابة، ولا تيأسي ولا تملي فإن الله عز وجل يقول في محكم كتابه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة: 186 } وقال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل : 62 } وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60 } وحافظي على الأذكارالمأثورة في الصباح والمساء والخروج والدخول والنوم، كما ننصحك أن تقرئي على نفسك من القرآن أو تذهبي إلى من يرقيك الرقية الشرعية، ولتحذري من العرافين والدجالين، وإذا كان بإمكانك أن تغيري الجو بالسفر إلى العمرة فذلك أفضل، ولا مانع من الذهاب إلى الطبيب النفسي والعضوي ولعل ما تعانين منه يكون من اختصاصهم .
وبخصوص استعمال المهدئ المذكور ومقدار الجرعة منه فبإمكانك أن تسألي عنه أهل الاختصاص من الأطباء والصيادلة، وتأكدي أن الله تعالى ما أنزل داء إلا أنزل له دواء، علم ذلك من علم وجهله من جهله، كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء . رواه أحمد وغيره، ولتعلمي أن المسلم لا يصيبه غم ولا هم ولا مرض ولا قلق ولا غير ذلك إلا كفر الله به من خطاياه كما في الصحيحين مرفوعا: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه . وانظري الفتوى رقم : 4551 ، للمزيد من الفائدة .
والله أعلم .