عنوان الفتوى : مخالفة ولي الخطيبة اتفاقه مع الخاطب
أيها السادة الأفاضل.. أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما، وأنا محاسب قانوني وأعمل مديرا ماليا بشركة كبيرة رغم صغر سني والحمد لله أعمل بالسعودية ومركزي المادي بسيط ومتواضع أحببت فتاة حنونة القلب ورقيقة وتقدمت لخطبتها بعد جهد وعمل لسنوات من تخرجي إلي أن رزقني الله بالسفر والعمل بالخارج من فترة بسيطة تقرب من العام تقريبا والحمد لله توصلت مع والدها إلى كل الاتفاقيات قبل سفري وتعاهدت معه على كل شيء وتوصلت إلى هذا الاتفاق بعد جهد كبير جدا، وأنا الحمد لله أمتلك شقة في مصر وعندي سيارة في مصر، ولكن ظروف الحياة والسعي وراء الرزق واتفقت وتعاهدت مع والدها علي التالي وكان بحضور أهلها وأشهدت الله علي هذا الإتفاق وهو 15 ألف جنيه مؤخرا وكتابة قائمة بالمنقولات الزوجية بمبلغ 40 ألف جنيه مصري ورغم عدم موافقتي علي هذه القائمة وبعد إلحاح من الفتاة بالموافقة لكي يتم الموضوع وافقت والحمد لله، ورغم ذلك والله أعلم أن والدها قال إن هذه القائمة هي مهر ابنتي وقال لي أيضا إنه لظروف سفري كان ممكن يطلب مني أن أضع لها مبلغا في البنك وبالفعل عرضت عليه هذا ورغم ذلك قال لي بهذا اللفظ أنا لا أبيع بنتي أنا القائمة بالنسبة لي هي مهرها، وقال لي الشبكة دي هدية منك إليها لن نتكلم فيها والفرح بالنص وفرش الشقة في خلال سنتين من زواجنا ووعدته بالفعل أن شقتي في مصر إن شاء الله ستكون مفروشة في خلال سنتين بعد الزواج بإذن الله رب العالمين وقبل قيامي من هذه الجلسه الأخيرة وبعد مجهود قلت باللفظ في أي طلبات تاني لحضرتك قال لي باللفظ: ربنا يتمم لكم على خير إن شاء الله وأقمنا حفلة الخطوبة علي مرأى ومسمع من الجميع وحضور الأهل والأصدقاء وبعد عودتي مرة أخرى إلي السعودية وترتيب حالي على تأسيس شقة وشراء الاحتياجات الأساسية وغير الأساسية لشقتي بالسعودية وبعد أن اتصل والدي حفظه الله به وحدد موعد كتب الكتاب في عيد الأضحي المبارك كما وعدت والدها ووفيت، فوجئت برسالة شفهية يرسلها مع والدتي حفظها الله بأنه يريد مبلغ 40 ألف جنية مهرا لابنته وأنه في انتظاري، كما قال علما بأنني أيها السادة الأفاضل شرحت كل ظروفي المادية ولم أتفوه بكذب عن أي شيء في شخصي وكنت صريحا جداً من البداية، أنا الآن يا سادة في كرب وغم من أمري وقد أخذت قراري بأنه في حين اتصاله بي سأثبت على موقفي إنني تعاهدت وتم الاتفاق ولن أحيد عن هذا الاتفاق مهما كان، وكذلك خطيبتي تحاول مع والدها، ولكن لا حياة لمن تنادي وأنا الآن في انتظار اتصاله بي فأفيدوني حفظكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما جرى بينك وبين ولي خطيبتك هو وعد واتفاق مبدئي على ترتيب أمر الزواج، وما كان له أن يخلف وعده ويطالبك بأكثر مما اتفقتما عليه سابقاً، ذلك لأن الوفاء بالوعد من الصفات الحميدة التي يمدح المتصف بها، وإذا أصر والد الفتاة على طلبه وأنت لا تستطيع تلبيته لظروفك المادية أو غيرها ولم تستطع الفتاة أن تقنع والدها بتيسير المهر وتخفيفه فلا حرج عليك في فسخ الخطبة، والبحث عن غير تلك الفتاة من ذوات الخلق والدين، واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة. رواه أحمد والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وانظر الفتوى رقم: 69137، والفتوى رقم: 33981.
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يهب لك زوجة صالحة تقر بها عينك وتسعد بها نفسك؛ إنه سميع مجيب.
والله أعلم.