عنوان الفتوى : التسبيح بالمسبحة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم، ما هي البدعة؟ وهل هناك بدعة مندوبة ومستحبة ومكروهة، فمثلا التسبيح على المسبحة هل هو بدعة؛ لأنه لم تكن هناك مسابح على عهد الرسول عليه السلام، وكانوا يسبحون على أصابعهم؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالبدعة ضد السنة؛ لأن السنة هي السير على فعل رسول الله وقول رسول الله، وعمل رسول الله، وتقرير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك فهي خاصة بأمور العبادة والدين، وأما ما يستجد من مبتكرات الإنسان في الحياة فإنما هو في دائرة البحث المنتج الذي يضمن للمسلمين التمكين في الأرض.

أما العبادات فشأنها ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، صلوا كما رأيتموني أصلي، هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال “خذوا عني مناسككم”.

وبالتالي فعملية عد التسبيحات أو التحميدات أو التكبيرات أو التهليلات، عملية العد ذاتها ليست هي العبادة، وليست هي الذكر، فإذا عددت على أصابعك فمقبول، بل هو أولى؛ لأن العمل بالأصابع يؤجر الإنسان عليه وربما كان سببًا في عتقها من النيران، وإذا عددت على المسبحة من غير قصد إلى رياء أو سمعة أو ظهور بمظهر الناسك الذي يريد أن يسمع الناس بحاله؛ فلا شيء فيه، وليس داخلاً في البدعة.

وأميل إلى القول بأن البدعة هي البدعة، وهي الخروج على ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي المخالفة لقول سيدنا أبي بكر رضي الله عنه “إنما أنا متبع ولست بمتبع”، وأميل إلى أن البدعة بدعة فليست هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة، فضلاً عن أن تكون هناك بدعة مندوبة؛ لأن مندوبة بمعنى سنة، وكلمة البدعة تخالف السنة، وكذلك مستحبة، وكذلك مكروهة، فهذه صفات ليست لموصوف.

والموصوف إما أن يكون بدعة ليست في حاجة إلى وصف بالمندوب والمستحب والمكروه، وإما أن يكون لا بدعة فيكون سنة عليها يؤجر العبد ويثاب. وبالله التوفيق.

والله أعلم.