عنوان الفتوى : عذاب القبر لتارك الصلاة
السلام عليكم.. سؤالي هو: كيف يكون عقاب تارك الصلاة في القبر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.
الصلاة هي ركن الإسلام الثاني، بعد كلمة التوحيد، وهي الفاصل بين الإسلام والكفر، للحديث: “بين الرجل والكفر ترك الصلاة”، فمن العلماء من قطع بأن تارك الصلاة كافر، على أي حال يكون، ومنهم من فرق بين أن يكون التارك لها كسلاً، أو جحودًا وإنكارًا، فجعلوا التارك للصلاة كسلاً فاسقًا فسوقًا لا يخرجه من ملة الإسلام، وأما إذا كان التارك لها جحودًا فهو كافر، وذهبوا إلى أن تارك الصلاة يقتل، ولا يغسل، ولا يكفن، ولا يقبر في مقابر المسلمين، وأما عذابه في القبر فعظيم؛ لحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “أن رجلاً أمر أن يضرب في قبره مائة جلدة، فما زال يسأل الله عز وجل حتى صارت جلدة، فلما ضرب اشتعل عليه قبره نارًا، فلما أفاق قال: علام جلدتموني؟ فقيل له: إنك صليت صلاة من غير وضوء، ومررت على مظلوم فلم تنصره، فإذا كان هذا ما يفعل بمن ترك صلاة واحدة من غير وضوء، فكيف بمن لا يتوضأ ولا يصلي.
وذكر ابن القيم حادثة أن رجلاً دفن أختًا له فلما انتهى من دفنها تذكر أنه قد سقطت محفظته أثناء الدفن في القبر، فحفر قبر أخته فرآها تشتعل نارًا، أعاد التراب عليها، وذهب إلى أمه يسألها عما كانت تفعل أخته حتى استحقت ذلك العذاب، فبكت ثم قالت: إنها كانت تصلي من غير وضوء، وكانت تتسمع إلى الجيران، أي تنقل أخبارهم، كما جاء كتاب “الروح” لابن القيم، والله أعلم.