عنوان الفتوى : موقف الأبناء من الأب المماطل في سداد دينه
إخوتي في الله جزاكم الله عني كل خير. أب يرفض أن يعطي المال الذي اقترضه من شخص آخر، مع العلم أن هذا الأب حالته المادية والحمد لله ممتازة، وتمت مواجهته من قبل الأبناء، ويرفض عدة مرات ويقول لهم ليس لكم علاقة بالموضوع، وأحد الأبناء يقوم بإعطاء المبلغ للشخص المقترض منه المبلغ، ما هي الرسالة التي يمكن أن يوجهها الأبناء إلى الأب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالرسالة التي يوجهها هؤلاء الأبناء البررة إلى والدهم هي ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مطل الغني ظلم. متفق عليه، والمطل هو منع قضاء ما استحق أداؤه، فمن حل موعد سداد دينه فلم يؤده إلى صاحبه مع قدرته واستطاعته فهو ظالم مستحق للعقوبة الإلهية.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله.
فالواجب على والدكم أن يتقي الله ويتوب إليه، ولا تتم توبته إلا برد الحقوق إلى أهلها، فليبادر بذلك قبل أن يأتي يوم القيامة، وفي الحديث: أتدرون من المفلس؟ قالوا: يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. رواه مسلم.
هذا وإذا قام أولاد الشخص المذكور أو أحدهم بسداد دينه فقد برئت ذمته منه مع وجوب التوبة إلى الله عز وجل من معصية المماطلة أو الجحود الذي تلبس به هذا الوالد غفر الله لنا وله، وعلى كل فعلى هؤلاء الأبناء أن يتلطفوا بأبيهم في وعظه وتبيين الحق له، ولا يحملنهم فعله هذا على عقوقه أو الإساءة إليه في القول أو الفعل.
والله أعلم.