عنوان الفتوى : أخطأت في الوسيلة
أنا أريد فتوى في أمري حفظكم الله، وباختصار أنا شاب وعمري 25 عاما والمستوى العلمي والمادي جيد والحمد لله الموضوع أنني سافرت إلى الإمارات وهناك شاء الله أن أتعرف على بنت محترمة وبنت ناس ومتعلمة ومن نفس بلدي ولكنهم يعيشون هناك وأحببتها وأحبتني لغرض الزواج بالحلال وعلى سنة الله ورسوله وبعد فترة دعوتها في مكان عام بغرض التحدث في أمور الزواج وكيف سأطلبها من أهلها، ونظرا لأننا في مكان عام لاحظنا أحد إخوتها مما تسبب لنا بمشكلة مع أهلها وأعاق زواجنا وتقدمي لطلب يدها وبعد فترة استدعتني أمور خاصة اضطررت للرجوع إلى بلدي وبعد فترة قمت بالاتصال بوالدها بغرض فتح الموضوع وطلبت يدها منه وقال لي بأن ما بني على حرام فهو حرام على أساس أن علاقتي بابنته هي حرام من الأساس فقلت له أنا متقدم لها بالحلال ولا أريد غير الحلال وبعد الكثير من المحاولات وإرسال واسطات خير لطلب يد بنته لي إلا أنه رفض حتى أنني وفي كل مرة أتحدث معه يتحجج لي بأن ما بني على حرام فهو حرام وبعده الكثير من المحاولات الفاشلة معهم إلا أنني عدت أكرر له طلبي ولكنه مازال يرفض لنفس الحجة حتى أنني أصبحت أشك بأنني مقترف جريمة أشد من القتل فأنا أدعوكم للإجابة وإعطائي رأيكم في أمري هل أنه لا يحق لي أن أتزوجها، مع العلم بأنها تعاني من كثرة اتهامها لنفس السبب وهي مازالت تريدني زوجا لها وترفض غيري فحقيقة ماذا أفعل لإرضائهم وإقناعهم، وبالأساس هل طريقي صحيح أم لا أنا محتار في أمري وأريد من يساعدني ويدخل كوسيط بيننا أرجوكم ساعدوني؟ شكراً لكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولاً أنه إذا وقع في قلب رجل حب امرأة فالواجب عليه أن يعف نفسه عن الوقوع معها فيما لا يرضي الله تعالى، فمن فعل ذلك فقد أحسن، وإن أمكنه الزواج منها فهو أفضل، فقد روى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
ويشرع لمن أراد الزواج من امرأة أن ينظر منها ما يدعوه إلى نكاحها، كما أرشد إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 6941.
والواجب أن تراعى في ذلك ضوابط الشرع من عدم خلوة بها أو حصول ما يوجب ريبة أو شبهة ونحو ذلك. وبهذا يتبين لك أنك قد أخطأت من هذه الجهة، وينبغي على كل حال أن تسعى في إقناع أهل هذه الفتاة, وأن تستعين ببعض أهل العلم والفضل ليبينوا لهم أن ما فعلت مشروع في أصله -نعني رؤية المرأة لأجل خطبتها- وأنك قد فعلت ما فعلت عن حسن نية وقصد، فإن اقتنعوا فالحمد لله وإلا فالنساء غيرها كثير، وعسى الله تعالى يبدلك من هي خير منها، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.