عنوان الفتوى : الصف الأول إذا قطعه المنبر
فضيلة المشايخ إني أحبكم في الله وأدعو الله أن يجزي عنكم وينفع بكم وبعلمكم سائر المسلمين عامة ونفسي خاصة أما بعد : فلدي بعض الأسئلة أرجو أن أجد جوابها عندكم بقليل من التفصيل والإسناد بالآيات الكريمة والأحاديث القوية من السنة الصحيحة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في الصلاة في الصف الأول أشد ترغيب وحث على ذلك فقال : لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا . رواه البخاري ، وقوله : ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ قالوا : وكيف تصف الملائكة عند ربها ، قال : يٌتمون الصف الأول فالأول . رواه البخاري ، وقد ذكر أهل العلم أن المنبر لا يقطع الصف ، وعليه فإن الصف الذي يتخلله المنبر مثل الصف المتصل فقد سئل الرملي وهو شافعي: هل يعد المنبر فاصلا حتى يمنع اتصال الصف أو لا فتحصل فضيلة الصف كفضيلة الجماعة ؟ ( فأجاب ) بأنه لا يعد المنبر فاصلا بين المصلي ورفقته نظرا للعرف فإنه يعده صفا واحدا كما لو لم يكن منبر ولم يقف في قدر مكانه أحد فتحصل معه فضيلة الصف كفضيلة الجماعة فقد أطلقوا أن الصف الأول هو الذي يلي الإمام . انتهى .
وقال في الإنصاف في الفقه الحنبلي الصف الأول : هو ما يقطعه المنبر على الصحيح من المذهب ، وعليه الأصحاب . انتهى .
وإن كان المراد بعرصات المسجد السواري التي توجد في المساجد فقد نص العلماء على عدم كراهة الصلاة بينها إذا ضاق المسجد واحتيج إلى الصلاة بينها كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 15177 ، والفتوى رقم : 40366 ، وعليه فلا داعي للتأخر عن الصف الذي تتخلله السواري إن دعت الضرورة إلى الصلاة بينها ويعلم مما في الفتويين المشار إليهما جواز الصلاة في الصف المقطوع في حال الضرورة سواء في ذلك الأعياد وغيرها إضافة إلى ما في الفتوى رقم : 5286 ، وخلاصة القول أن الصلاة في الصف الثاني مع عدم تمام الأول أو في الثالث مع عدم تمام الثاني خلاف السنة ، وإذا لم تدع الضرورة إلى الصلاة بين السواري بأن كان في المسجد متسع للصفوف من غير تقطيع فنيبغي لأهل المسجد أن يتجنبوا الاصطفاف بين السواري ويجعلوا الصف الثاني خلف السواري ... الأسطوانات, وإلا وقعوا في الكراهة ففي صحيحي ابن حبان وابن خزيمة عن معاوية بن قرة عن أبيه قرة قال : كنا ننهى عن الصلاة بين السواري ونطرد عنها طردا . قال الألباني : إسناده حسن .
والله أعلم .