عنوان الفتوى : انقطاع الصف بسبب الأعمدة لا حرج فيه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما رأي فضيلتكم في الصف الذي ينقطع من خلال الأعمدة أو المنبر.(صف صلاة الجماعة)

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على اتصال الصف في الصلاة، وإقامته وتسويته وسد الفرج وذلك في أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: "سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة" متفق عليه. ومنها أنه كان يُقبِل بوجهه على الصحابة قبل أن يكبر ويقول: "تراصوا واعتدلوا" متفق عليه أيضاً.
وكان يقول لهم: "سووا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، ولينوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل بينكم بمنزلة الحذف" رواه أحمد.
ويقول لهم: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها، قلنا: كيف تصف الملائكة عند ربها؟ فقال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف" رواه مسلم وغيره.
ويقول: "أتموا الصف الأول ثم الذي يليه، فإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي بإسناد صحيح، وقد روى الترمذي في جامعه عن عبد الحميد بن محمود قال ( صلينا خلف أمير من الأمراء فاضطرنا الناس فصلينا بين الساريتين فلما صلينا قال أنس بن مالك كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قال الترمذي بعده وقد كره قوم من أهل العلم أن يصف بين السواري، وبه يقول أحمد وإسحاق وقد رخص قوم من أهل العلم في ذلك) ا.هـ
ويقول: "لتسونَّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم" متفق عليه. إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تدل جلياً على الأمر الأكيد بالمحافظة على اتصال الصف والتراص فيه، وتسويته قدر المستطاع، فإن حصلت صورة تفضي إلى انقطاع بعض الصفوف لوجود اسطوانات في المسجد، أو امتداد درج المنبر إلى الصف الأول والثاني كما يوجد في بعض البلاد، ولم يمكن تفادي انقطاع الصف بذلك لضيق المسجد عن المصلين، وعدم اتساعه لهم إلاّ بذلك فلا حرج فيه إن شاء الله، ولقول الله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) [التغابن: 16].
والله أعلم.