عنوان الفتوى : حضور الأنبياء مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء
جاء فى الخبر أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء فى المسجد الأقصى فى حادثة الإسراء فهل صلى بأرواحهم أم أعيدت الأرواح إلى أجسادهم و صلى بهم؟ . و فى المعراج رأى جملة من الأنبياء فهل أنه رآهم وهم جسد و روح يعنى أحياء أم رأى أرواحهم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحادثة الإسراء من الحوادث التي انعقد إجماع المسلمين عليها من حيث الثبوت, وقد بينا ذلك في الفتوى رقم : 39732 ومن جملة ما حدث في تلك القصة صلاته صلى الله عليه وسلم بالأنبياء عند بيت المقدس فأمهم حقيقة بأرواحهم وأجسادهم كما كان صلى الله عليه وسلم حاضرا بروحه وجسده على المشهور من كلام أهل العلم في ذلك, كما بينا في الفتوى المحال إليها قال ابن حجر في فتح الباري: وقد اختلف السلف بحسب اختلاف الأخبار الواردة فمنهم من ذهب إلى أن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة في اليقظة بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وروحه بعد المبعث, وإلى ذهب الجمهور من علماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين وتواتر عليه ظواهر الأخبار الصحيحة ولا ينبغي العدول عن ذلك إذ ليس في العقل ما يحيله حتى يحتاج إلى تأويل ، وقد ذكر بعض أهل العلم احتمال كون حضور الأنبياء معه ببيت المقدس إنما كان بأرواحهم كما نقل ابن حجر في فتحه قال: قال عياض رحمه الله تعالى : يحتمل أن يكون صلى بالأنبياء جميعا في بيت المقدس ثم صعد منه إلى السماوات من ذكر أنه صلى الله عليه وسلم رآه ، ويحتمل أن تكون صلاته بهم بعد أن هبط من السماء فهبطوا أيضا وقال غيره رؤيته إياهم في السماء محمولة على رؤية أرواحهم إلا عيسى لما ثبت أنه رفع بجسده وقد قيل في إدريس أيضا ذلك, وأما الذين صلوا معه في بيت المقدس فيحتمل الأرواح خاصة ويحتمل الأجساد بأرواحها والأظهر أن صلاته بهم ببيت المقدس كان قبل العروج " والله أعلم " والقول بحضور أرواحهم وأجسادهم معه ببيت المقدس هو الأظهر, وقد استدل به ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الروح على عدم أكل الأرض لأجساد الأنبياء .
والله أعلم .