غزة تُقصف زمن التيه!
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
الخارجية الأمريكية (تتفهم) ما أسمته (بدفاع إسرائيل عن نفسها) وتطالب فصائل المقاومة بوقف اطلاق الصواريخ.الدول العربية (تتفهم) أيضاً!
استهدف الكيان الصهيوني في غاراته المكثفة على قطاع غزة حتى كتابة هذه السطور 29 موقعاً للمقاومة الفلسطينية، لكتائب القسام وسرايا القدس ولأهداف أخرى، في أعقاب إطلاق نحو 150 صاروخاً على البلدات الفلسطينية المحتلة المحاذية للقطاع..
وقد كان الرد الذي نفذته سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي هو في ذاته رداً على استهداف الصهاينة للقطاع بما أسفر عن استشهاد ثلاثة من سرايا القدس.
الغرب كعادته لا يعير قتلى المسلمين اهتماماً، ويركز على ردات فعل المظلومين فيضخمها رغم أنها لم تسفر عن سقوط قتلى أو جرحى من صفوفه، ويعلن فوراً تضامنه مع المجرمين المعتدين المحتلين..
هذا مألوف، لكن ما يثير القلق هو أن يحصل هذا العدوان في ظل تيه عربي تام، وأن تمضي تهديدات رئيس وزراء الكيان المسخ برد فعل هائل دون أدنى تعليق رسمي، ولا توقع حصوله في القريب العاجل.
المقاومة تكسر أنف (إسرائيل) بإفراغ نظام الحماية الصاروخي الصهيوني المعروف باسم (القبة الفولاذية) من جدواه؛ فمعظم الصواريخ برغم كونها غير مدمرة وليست رادعة بما يكفي، إلا أنها قد سقطت دون اعتراض يذكر، وهذا يزعج قادة الكيان الصهيوني جداً، وهو ما رشح من خلال بعض تصريحات قريبين منهم، ومنها تبرير المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي للفشل الصهيوني بما عزاه بـ"المفاجأة للأحوال الجوية السيئة التي شوشت على أجهزة الرصد"!
الكيان الصهيوني يتوعد على لسان نتنياهو ويعد برد "مزلزل إذا لم يهدأ الجنوب" أي فلسطين المحتلة 48، والعالم العربي في حالة تيه لا تخطئها العين، وبعض الشعوب العربية غارقة في مشاكلها وأزماتها وصراعاتها إلى حد الذهول عن قضية فلسطين الرئيسة في حال أخذت الأمور مناحٍ تصاعدية.
الأحداث تصاعدت بالفعل، لكن ثمة من يشكك في رغبة كل من الكيان الصهيوني وحركات المقاومة على مواصلة هذا التصعيد، بالنظر إلى رغبة (إسرائيل) من جهة في عدم تصفير حساباتها الإقليمية وإحراج بعض حلفائها في المنطقة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الإقليم كله، وخشيتها من رد فعل مقاوم يماثل أو يفوق ما حصل قبل عامين، ومن جهة أخرى مقابلة، تدرك حركات المقاومة صعوبة إيجاد حالة قتالية مستمرة مع الصهاينة في وقت تشعر فيها تلك الحركات بانكشافها النسبي مع قطع علائق كثيرة مع دول عربية لاسيما النظام السوري في أعقاب ثورة سوريا وارتكاب نظام بشار لمجازر لم يك ممكناً القبول بها عند الغزاويين.
مع هذا، فإن احتمالات التصعيد واردة، ربما تحت إغراء التفات أنظمة عربية وإقليمية بعيداً عن غزة، وإرادة صهيونية في تحقيق نصر في لحظة فتور لعلاقات المقاومة مع المحيط العربي، يعزز هذا أجواء مشحونة منذ شهور تشي بأن العدوان الصهيوني على غزة بات مسألة وقت، وانفجار الموقف أضحى رهين إيجاد مشعل التفجير..
وربما كان موجوداً في زمن قريب جداً.