عنوان الفتوى : الجهر بقراءة القرآن بين الأذان والإقامة بدعة
يوجد عندنا في المسجد مؤذن يبتدع أشياء منها قراءة القرآن جهرا وبصوت عال بين الأذان والإقامة مما يشوش على المصلين بحجة أن المصلين يتكلمون وبعد الصلاة يستغفر ويدعو بصوت عال مما يشوش على من يستغفر أو يدعو لوحده أو من يصلي ما فاته من الركعات؟ وأيضا يقرأ دعاء في صلاة الجمعة بين الخطبتين بصوت عال حتى البعض يحسب أن ذلك من السنة وأنه لايسمع النصيحة أفيدوني ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالجهر بقراءة القرآن بين الأذان والإقامة بدعة لا أصل لها, وربما كان فيه تشويش على المصلين والقارئين والذاكرين والداعين في المسجد وفي غيره؛ ولذلك ينبغي أن توضحوا هذه الحقائق للمؤذن المذكور عسى الله أن يهديه, وينبغي أن ترفقوا به وتستعينوا بمن له قبول عنده من الناس, ويكون هدفكم هدايته لا تنفيره ومعاندته .
ومما لا أصل له : الجهر بقراءة القرآن بين الخطبتين, أما الإسرار فقد ذهب جماعة من أهل العلم أنه يستحب قراءة سورة الإخلاص بين الخطبتين، قال ابن حجر الهيتمي في التحفة : وأن يكون جلوسه بينهما أي الخطبتين نحو سورة الإخلاص تقريبا خروجا من خلاف من أوجبه، ويشتغل فيه بالقراءة للخبر الصحيح بذلك, والأفضل سورة الإخلاص، ولو طول هذا الجلوس بحيث انقطعت به الموالاة بطلت خطبته لما مر أن الموالاة بينهما شرط . اهـ
ولكن لا يجهر بهذه القراءة, وإنما يقرأ بقدر ما يسمع نفسه .
والله أعلم .