عنوان الفتوى : كيف نعلم الأولاد القرآن الكريم
أنا من العراق من مدينة تنعدم فيها مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وتدريس أحكامه وعلومه؛ لذلك أريد أن أتبنى بنفسي مهمة تعليم ابني، وإذا أمكن أبناء الآخرين، مع العلم أني أتقن قراءة القرآن الكريم إلى حد ما، وملم بكثير من أحكام التلاوة، فأرشدونا إلى ما يلي:- بماذا نبدأ: هل نبدأ بالتحفيظ أم بالأحكام أم بماذا من العلوم؟- ما أصغر عمر للطفل يمكن معه البدء بالتعليم؟ مع الطريقة العلمية المثلى التي تواكب تقدمه بالعمر، والبرامج المتبعة.وإذا أمكن إفادتنا ببعض التفاصيل حول هذا الموضوع.وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فإن السعي في تعليم القرآن، من أعظم الأعمال الصالحة، وبه تنال الخيرية؛ كما في حديث البخاري: خيركم من تعلم القرآن، وعلمه. وفي حديث البخاري: بلغوا عني ولو آية.
فننصحك بالبداية بهذه المهمة، وحاول في إجازات الأسبوع أن تراجع بعض القراء المتقنين؛ لتتقن عليهم تجويد صفحات من القرآن؛ حتى تعلمها للأولاد.
وابدأ بتحفيظ القرآن بالتجويد, ولا مانع أن توضح للأولاد معاني الآيات، وما فيها من أحكام، إن كانوا يعقلون ذلك.
وأما إن كانت عقولهم لا تزال قاصرة عن ذلك، فاحرص على تحفيظهم.
وليس عندنا حد لعمر الولد الذي يبدأ التعليم فيه, بل الأمر يرجع فيه لمستوى نبوغه، وذكائه.
وأحسن طريقة هي إتقان التهجي، ثم البداية بقصار السور، وشغل حاستي البصر، والأذن مع اللسان في التحفيظ، فسمّع الآيات المقررة يوميًّا بالترتيل، مع حسن الصوت، ورغبة في قراءتها، وتحسين الصوت بها، واجعله يستمع مرات إلى تلاوة أحد القراء المجيدين؛ فإن ذلك يساعد على الحفظ دون عناء شديد.
وركّز على المراجعة للمحفوظات السابقة دائمًا, وتشجيع من حفظ تشجيعًا معنويًّا وماديًّا، وراجع الفتاوى: 63799، 25499، 46216، 49450، 69367، 1623، 29226.
والله أعلم.