عنوان الفتوى : من علامات حسن الخاتمة
بسم الله الرحمن الرحيمالإخوة في الشبكة الإسلامية:توفيت زوجتي ولقد رأيت منها هذه العلامات أغمي عليها في صباح يوم الثلاثاء 30/8/2005 وكنت حينها في الدائرة فأرسلوا لي بالحضور الى البيت وعندما عدت وجدتها قد عاد إليها وعيها بعد الغيبوبة فذهبت بها إلى المستشفى وأجرينا لها فحوصات وكانت الفحوصات سليمة من أي مرض عضوي وعدنا الى البيت وبعد صلاة العصر عادت لها الغيبوبة وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل قال الطبيب لايوجد مرض عضوي انما حالة نفسية وتكرر عندها الإغماء في تلك اليلة وفي الصباح أجرينا لها فحص الايكو للقلب ولم يتبين شيء وتم تحويلي إلى مركز محافظة الأنبار وذلك لإجراء فحص المفراس وفي الطريق قالت لي إنها مسامحة الناس جميعا وتريد منهم أن يسامحوها وتقول لي باستمرار هل أنت راض عني، فقلت لها اسمعي هذا الدعاء اللهم إني راض عنها فارض عنها وأغمي عليها وعندما أفاقت قالت رأيت أناسا غيركم لابسين ثيابا بيضا وليس أنتم وعندما وصلنا إلى الطبيب وقال سوف نجري لها فحص المفراس في الصباح في المستشفى ذهبنا الى بيت عمتي وقالت لعمتي لقد جئت الى هنا لكي أموت عندك، وفي الليل وبعد أن صلينا المغرب والعشاء جمعا لكوننا كنا مسافرين أرسلت إلي وقالت لم أصل المغرب والعشاء فقالت والدتي ووالدتها وعمتي عندما تشفين من المرض صلي فقالت ومن يدري ربما أموت في هذا المرض فقلت لا أحضروا لها الماء وتوضأت وقلت لها اكتفي بفرائض الوضوء قالت والسنن أيضا وأصبحت لا تستطيع الوقوف على قدميها فصلت المغرب والعشاء فقالت لي سوف تعود إلي الحالة فعادت إليها وفارقت الحياة وهي على وضعها باتجاه القبلة وهي على صدري فلم أرى منها شيئا يختلف عن الإغماء السابق فهل هذه علامات حسن خاتمة علما بأنها قد مات أمامها ثلاثة أولاد وأحسبها على الله كانت صابرة بحيث أول مات سمع الخبر أقول لها احمدي الله واسترجعي فتفعل والحمد لله كان الثناء عليها بعد موتها من الجميع حتى الرجال الذين لم يروها سوى أن يسمعوا عنها عن طريق زوجاتهم 0جزاكم الله خيرا وأعتذر لكم عن الإطالة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أدلة حسن الخاتمة أن يوفق العبد قبل موته للبعد عما يغضب ربه سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي ، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة . ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله. قالوا كيف يستعمله ؟ قال : يوفقه لعمل صالح قبل موته . رواه أحمد والترمذي والحاكم . وقال الترمذي: حديث حسن صحيح . فحرص زوجتك على أن تكون أنت راضيا عنها ، وإعلانك بالرضى عنها ، والدعاء لها بمرضاة الله ، وما ذكرته من صبرها على وفاة أبنائها الثلاثة ، وهذا الثناء عليها بعد موتها من كافة أفراد مجتمعها ، وكونها قد توفيت بعد أداء ما كان عليها من الصلوات ، كلها أمور تدل على حسن خاتمتها . ولكن ينبغي العلم بأن الخاتمة هي من الأمور الغيبية ، ولا يمكن القطع بشيء فيها ، وما ذكر إنما هو أدلة يستأنس بها فقط .
والله أعلم .