عنوان الفتوى : حديث الشؤم في ثلاثة وقول عائشة فيه
حديث الشؤم في ثلاثة( الخيل والنساء والدار) ، قالت عنه السيدة عائشة :لم يحفظ، وفي رواية أنها قالت: ما قاله، فنرجو أن توضحوا لنا هذا الإشكال خصوصا أن الحديث صحيح، ثم كيف نجمع بينه وبين أحاديث النهي عن التطير؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المشار إليه هو قوله صلى الله عليه وسلم : إنما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار. متفق عليه من حديث ابن عمر واللفظ للبخاري، وله روايات أخرى كثيرة ، وأما كلام عائشة رضي الله عنها واعتراضها على رواية الحديث فقد بينه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري وأجاب عنه فقال : وجاء عن عائشة أنها أنكرت هذا الحديث فروى أبو داود الطيالسي في مسنده عن محمد بن راشد عن مكحول قال : قيل لعائشة إن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشؤم في ثلاثة فقالت لم يحفظ إنه دخل وهو يقول قاتل الله اليهود يقولون الشؤم في ثلاثة فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله، قلت ومكحول لم يسمع من عائشة فهو منقطع لكن روى أحمد وابن خزيمة والحاكم من طريق قتادة عن أبي حسان أن رجلين من بني عامر دخلا على عائشة فقالا : إن أبا هريرة قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الطيرة في الفرس والمرأة والدار فغضبت غضبا شديدا وقالت : ما قاله وإنما قال إن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك . انتهى ولا معنى لإنكار ذلك على أبي هريرة مع موافقة من ذكرنا من الصحابة له في ذلك كجابر وسهل بن سعد وقد تأوله غيرها على أن ذلك سيق لبيان اعتقاد الناس في ذلك لا أنه إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم بثبوت ذلك وسياق الأحاديث الصحيحة المتقدم ذكرها يبعد هذا التأويل . قال ابن العربي : هذا جواب ساقط لأنه صلى الله عليه وسلم لم يبعث ليخبر الناس عن معتقداتهم الماضية والحاصلة وإنما بعث ليعلمهم ما يلزمهم أن يعتقدوه . انتهى . وأما معنى الطيرة وكيفية الجمع بين الحديث والنهي عن التطير فانظره في الفتوى رقم :61432 .
والله أعلم .