عنوان الفتوى : الخاطب الذي تتوفر فيه أمارات الصلاح والخلق لا ينبغي رده

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا فتاة مسلمة منَّ الله علي بالحجاب، أدرس في المرحلة الثالثة (إعلامية)، تقدم لخطبتي رجل ذو خلق ودين (أنا لم أتحدث معه قط، لكن أعرف أنه كذلك عن طريق أخته التي خرجت من الدراسة، علما أنها منتقبة لأنهم في بلادنا يمنعون حتى ارتداء الحجاب فكيف بالنقاب)، واشترط أن أخرج من الدراسة وأنتقب، علما أن أهلي يرفضونه بحجة أنه يعقد الإسلام، وينعتونه بالغلو في الدين. وسؤالي هو هل النقاب فرض ؟ هل هذا الشاب مثل الرجل الصالح؟ هل يجوز لي أن أعصي أوامر والدي وأخرج من الدراسة مع العلم أن في بلدنا يمنع الحجاب ولكني أحاول أن أتحيل لأدخل بلباسي الشرعي لكن في المدة الأخيرة خيرونا ما بين الحجاب والدراسة ؟ نرجو منكم أن تفيدونا و شكرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى لنا ولك الثبات والتوفيق, وبخصوص سؤالك فإن كان قصدك بالنقاب تغطية الوجه فإن أهل العلم قديما وحديثا اختلفوا في تغطية الوجه والكفين. وقد بينا ذلك بالتفصيل والأدلة ومذاهب أهل العلم في الفتوى رقم: 4470، نرجو أن تطلعي عليه.

وأما وجوب تغطية بقية البدن من شعر الرأس وغيره فهذا يكاد يكون من المعلوم من الدين بالضرورة عند كل مسلم.

وبخصوص هذا الشاب الذي تقدم لك فإن كان ذا خلق ودين فلا ينبغي لك رده بتلك الحجج الواهية. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره.

ولهذا فلا ينبغي لكم رد هذا الشاب الذي تتوفر فيه أمارات الصلاح والدين والخلق, فحاولي إقناع أهلك بقبوله بالتي هي أحسن, وأنت أدرى بالوسائل التي تجعلهم يقتنعون به, وبإمكانك أن تطلعي على المزيد من التفصيل في الفتوى رقم: 21054، مع وصيتنا لك بتقوى الله تعالى, والمحافظة على بر الوالدين وطاعتهما, واحترام الأهل عموما, ولكن ذلك لا يجوز أن يكون على حساب دينك فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واعلمي أن الزواج لا يصح بدون موافقة الولي.

وإذا لم تسمح لك المدرسة بارتداء الحجاب فلا شك أن المحافظة على الحجاب أولى لأنه فرض من الله تعالى وغيره لا يصل إلى هذه الدرجة. ونرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 32096 ،  وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.