عنوان الفتوى : هل يهجرون أختهم لعدم صلاحها

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

أنا شاب مضى من عمري ما يقرب 25 عاما.... أعيش أنا وأخوتي في بيت والدي... لدي أخت أصغر مني... نجحت هي في الثانوية العامة وعملت بعدها لبعض الوقت ولم ترد أن تكمل دراستها، ولكن والدتي أصرت على أن تكمل دراستها في الجامعة وفعلا استعانت بي حتى تكمل دراستها الجامعية وكنت أدرس وقتها وبعد أن دخلت الجامعة وتعرفت على جوها كانت سعيدة جدا بهذا الشيء رغم أن حالتنا المادية وقتها لم تكن جيدة جداً حيث أننا كنا ثلاثة في الجامعة وكان ذلك يرهق والدي ماديا ولم يكن والداي يفرقان في النفقة بيننا مطلقا بل على العكس فان النفقة على أختي كانت أكثر بقليل عنا حتى لا تشعر بالنقص وأنا أؤكد لك أن والدتي قد كافحت من أجل تربيتنا وتعليمنا كلنا رغم أنها عصبية بعض الشيء، ولكن قلبها أبيض كقلب طفل صغير.. المشكلة يا إخواني أن أختي هذه لم تكن تريد أن تعيش بالطبيعة العادية التي فطرنا الله عليها فهي تحب التبرج وتقطع في الصلاة والخروج والعودة دون أي رقيب أو مسؤول وقد كانت المشاكل لا تنتهي من بيتنا في موضوع الحجاب والإصرار على أن تحافظ عليه وفي كثير من المواضيع الدينية التي لم نكن نبغي منها إلا اصلاحها، و لكن دون فائدة ونحن ما بين وعظ وإرشاد وتذكير بالله حتى وصلت الأمور إلى الضرب أحيانا بل كثيراً والله أنه ليس تسلطا ولكن حبا في أن تلتزم... ولكن لا أعلم ما أقول يا أخي.... كانت دائما تقول (اتركوني.. أريد أن أعيش حياتي).. أنا تخرجت بعدها والحمد لله وسافرت إلى الخارج لأعمل في دولة عربية وذات يوم فاجأني اتصال من أمي وأخبرتني أن أختي قد هربت من البيت... وبعد متابعة الموضوع تبين أنها كانت على علاقة بشاب تقدم لخطبتها ولكن أمي رفضت وذلك بعد أن سألنا عليه تبين أنه أغضب والده وأنه متبر منه غير أنه متورط في الكثير من الجرائم المالية.. سأخبرك يا أخي واحدة منها وهي مثبتة عند الشرطة أن يوما أختي الكبرى فقدت بطاقة الصراف الآلي وبعد فترة طويلة اكتشفنا أن أختي الصغيرة سرقتها لهذا الشاب وقد سحبوا كل ما بحوزة أختي من نقود في حسابها... هذا شيء يسير من الأمور التي فعلتها هي وهو فينا دون أن نحس أو ندري إلا بعد فترة... المهم يا أخي وجدناهما واكتشفنا مكانهما واكتشفنا أنها تزوجته عرفيا وتحت ضغط الشرطة اضطر أبي إلى أن يعقد قرانهما رسميا في الشرطة من يومها افترقت عنا وافترقنا عنها.. أخي العزيز... نحن أربع شباب في البيت منحنا الله من القوة والعلم والعقل الشيء الكثير -والحمد لله رب العالمين- وكلنا أمرنا الى الله تعالى رغم ما شهدناه من مشاكل كثيرة وكبيرة من ورائها ولم يرتح البيت وتذوقنا طعم السعادة ألا بعد أن غادرت وذهبت عنا، أريد أن أخبرك شيئا أخيراً... كانت أختي دائمة الشكوى من والدتي وأنها غير حنونة وقاسية مع العلم أن عددنا أكثر من خمسة في البيت والحمد لله عاملتنا أمي نفس المعاملة دون أن تفضل أحدا علينا والآن أمي تحفظ أكثر من 15 جزء من القرآن وهمها الشاغل هو إتمام حفظ القرآن كاملا والقيام ليلاً في الليل للدعاء لنا والدعاء لأختي بالهداية والتوبة إلى الله قبل الممات، أخي هناك الكثير من الأسئلة التي تراودني في كيفية التعامل مع الموضوع وتصل بي الأفكار إلى حد خطير جدا... هي لا تستحق أما ولا أهلا مثلنا وأني لا أزكي نفسي ولا أهلي على الله.. والله على ما أقول شهيد، نرجو منكم النصيحة أثابكم الله؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دام الوالد (الولي) قد باشر أو أجاز عقد نكاحها، فالزواج صحيح، ولا يؤثر كونه اضطر لذلك، إلا في حالة الإكراه بغير حق، بضوابط الإكراه المتقدم بيانها في الفتوى رقم: 6106.

ففي هذه الحالة لا يصح النكاح، قال في حاشية الجمل: قوله: فلا يصح النكاح من مكره. أي بغير حق وإلا بأن دعته لتزويجها من كفء وامتنع فأجبره الحاكم صح. انتهى.

وعليه فليس أمامكم إلا الدعاء لهذه الأخت بالتوبة والهداية، ولا يجوز قطع صلتها بالكلية، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 8730.

إلا إذا كان قطعها من باب الهجر المشروع، الذي يرجى منه صلاحها فلا بأس به.

والله أعلم.