عنوان الفتوى : الطلاق والخلع والقضاء على الغائب
أنا امرأة متزوجة منذ سنتين ولدي ابنة عمرها 4 شهور وقد استحالت الحياه بيني وبين زوجي وذلك لسوء خلقه ونقص دينه فدائما يشتمني ويشتم أهلي إضافة إلى أنه لا يصرف عليَّ وعلى ابنتي ويقول لي دعي أهلك يصرفون عليك مع العلم بأن أحواله المادية جيدة ، وفي المرة الأخيرة طلب مني أن أنسى أهلي وجامعتي وأتخلى عن الاثنين مع العلم أنني سأنهي دراستي بعد عام ولكن أصر على هذه الأمور بأن أنسى أهلي وأنسى الذهاب إليهم وأبقى له ولأهله مع العلم بأنني في جدة وأهلي بالرياض فتركت المنزل وذهبت إلى أهلي وتركت ابنتي لديه وطلبت منه الطلاق فرفض وطلب مني أن أكتب ورقة أتنازل فيها عن مؤخر صداقي مع العلم بأنني أعلم بأن الخلع مقابل التنازل ولكنه أصر وذلك ليطلقني هو بدون خلع مني وبالتالي يكون قد أخذ حقي وقال لي إن طلبت الخلع فإنه لن يأتي إلى المحكمه في الرياض وسيعلقني سنتين أو أكثر وسيتحجج في كل مرة يتم فيها استدعاؤه فما الحل في هذه الحال ؟ هل سأبقى معلقة كما قال أم أن للمحكمه أن تأمر بالخلع في حال عدم وجوده أكثر من مرة ؟ مع العلم بأنني حاولت اللجوء إلى أهله لإصلاحه وإلى أكثر من طرف آخر ولا أمل في تحسنه فأرجو الإفادة ؟ وشكرا .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصح الأخت بعدم اللجوء إلى المحكمة ، وعدم طلب الطلاق ، ومحاولة التصالح مع الزوج ، فالصلح خير ، فإن لم يكن هناك سبيل للصلح ، وفضلت الزوجة مفارقة الزوج دون لجوء للمحاكم فلها أن تجيبه إلى طلبه بالتنازل عن مؤخر الصداق ، وهذا هو حقيقة الخلع الذي تريده الزوجة .
وإذا كان لا بد لها من اللجوء إلى المحكمة ، فالأولى أن تطلب حقها من المحكمة ، بدلا من الطلاق ، فلها الحق أن تطلب نفقتها وولدها بالمعروف ، ومن حقها طلب فسخ النكاح لعدم النفقة ، وهذا خير لها من طلب الخلع لما فيه من عوض ستتنازل عنه مقابل الخلع ، كما أن لها أن تطلب مواصلة الدراسة ، إذا كانت قد اشترطت ذلك في عقد النكاح ، وأما مسألة هل ستحكم المحكمة بالخلع في غياب الزوج أم لا ؟ فقد اختلف الفقهاء في جواز القضاء على الغائب، فقال جمهور الفقهاء بجوازه بشروط ومنعه الحنفية ، ولا علم لنا بما تأخذ به تلك المحكمة في هذه المسألة، كما أنه لا علم لنا أيضا بما إذا كانت المحكمة ستعتبر هذا الرجل غائبا أم لا ؟ .
والله أعلم .