عنوان الفتوى : مهمات بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
حدد المهمة التي بعث من أجلها الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بين الله سبحانه وتعالى في كتابه مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم في آيات كثيرة منها قوله تعالى :هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {الجمعة :2} ومنها قوله تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا {سبأ: 28 } أي يبشر من أطاعه بالجنة وينذر من عصاه بالنار كما قال ابن كثير ، وذكر مهمة الرسل جميعا وهو منهم في قوله تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ {النحل:36 } وفي قوله : رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {النساء: 165 } نقل الطبري في تفسيره لهذه الآية قال : قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بذلك : إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ يقول : أرسلتهم رسلا إلى خلقي وعبادي مبشرين بثوابي من أطاعني واتبع أمري وصدق رسلي ، ومنذرين عقابي من عصاني وخالف أمري وكذب رسلي، لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ يقول: أرسلت رسلي إلى عبادي مبشرين ومنذرين لئلا يحتج من كفر بي وعبد الأنداد من دوني أو ضل عن سبيلي بأن يقول إن أردت عقابه : لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى فقطع حجة كل مبطل ألحد في توحيده وخالف أمره بجميع معاني الحجج القاطعة عذره إعذارا منه بذلك إليهم لتكون لله الحجة البالغة عليهم وعلى جميع خلقه انتهى .
ومن مهمته صلى الله عليه وسلم إتمام مكارم الأخلاق وتزكية النفوس وتهذيبها كما قال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . أخرجه مالك في موطئه وأحمد في مسنده وقال الشيخ الألباني رحمه الله: صحيح .
إذن فمهمته صلى الله عليه وسلم إجمالا هي دعوة الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترغيبهم في الجنة وتحذيرهم من النار وتزكية نفوسهم وتهذيب أخلاقهم وإقامة الحجة عليهم بذلك ، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية : 45461 ، 68822 ، 2495 .
وننبهك أيها السائل الكريم إلى أن من الأدب معه صلى الله عليه وسلم أن يصلي المرء عليه كلما ذكره لحديث : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليَّ . رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن ، وقد بينا حكم الصلاة عليه وفضلها في الفتويين رقم : 9296 ، 21892 .
والله أعلم .