عنوان الفتوى : الخوارق هل هي من المعجزات

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم كثر في هذه الأيام العصيبة الحديث عن المعجزات، وكأن المسلمين ينتظرون معجزة من الله تعالى تنتصر لرسوله، وهم لا يفعلون شيئاً، وليس على الله بعزيز، وآخر هذه المعجزات المزعومة اسم محمد صلى الله عليه وسلم مكتوب على جبل أحد، فهل يمكن تصديق هذا؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمعجزة - كما عرفها أهل العلم - هي أمر خارق للعادة يظهره الله على يد نبي من أنبيائه شاهداً له على أنه مرسل من الله، وسميت بذلك لعجز البشر عن الإتيان بمثلها، وهي بمثابة صدق هذا العبد في كل ما أخبر به عن الله، كما قال شيخ الإسلام، وأما الخوارق التي يظهرها الله تعالى في كل زمان ومكان، فلا توصف بأنها معجزات، وهي أكثر من أن تحصى.

ولو كان إيجاد المخلوقات يقاس بالعقل البشري لكان خلق هذا الإنسان بما أودع الله فيه من القوى الظاهرة والباطنة، وخلق هذا الكون بما اشتمل عليه من الأسرار والعجائب، أصعب بكثير من وجود اسم محمد صلى الله عليه وسلم مكتوبا على جبل أحد.

ولكن هذه المخلوقات لا تتفاوت في السهولة والصعوبة عند الله، وقد أوجدها سبحانه وتعالى جميعاً بقوله كن فكانت، قال الله تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {يس:82}، وقال تعالى: هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {غافر:68}، وبناء على ما ذكر، فلا مانع من وجود أي نوع من الخوارق، إلا أنه ليس من اللازم وجودها على النحو المذكور.

والله أعلم.