عنوان الفتوى : حكم دراسة علم الظواهر الخارقة للطبيعة
أريد أن أعرف هل الدين يجيز علم دراسة الخوارق أو ما يعرف بالـ "Telekinesis"؟ علمًا بانتشار مثل هذه العلوم على المنتديات، وهل علينا تصديقها؟ وإليكم نص ما ينشر: هي قدرة عقلية يدّعي بعض الناس امتلاكها، وأنها تسمح لهم بالتأثير على أجسام خارج نطاقهم الجسدي، وتحريكها بواسطة طاقة عقولهم فقط لا غير، دون تدخّل جسدي مباشر. ويعتبر التحريك عن بعد بمثابة النصف الأهم من علم دراسة الخوارق، أو الـ"باراسيكولوجيا"، وهو العلم الذي يهتم بدراسة الظواهر الخارقة للطبيعة، وظهرت الحاجة إلى علم دراسة الخوارق بعد ما تم رصد كثير من الأمور التي لا يمكن تفسيرها بواسطة العلوم التقليدية، كالفيزياء، والكيمياء، وذلك مثل: توارد الأفكار، أو الاستشعار عن بعد. تتعدد أنواع القدرة على تحريك الأشياء عن بعد، بداية من كسر الزجاج، وتحريك المقاعد والطاولات، وحتى ثني المعادن -مثل: الملاعق، والسكاكين-، وحتى هذه اللحظة لم يستطع العلم تفسير بعض هذه الظواهر. ويقول بعض خبراء هذه القدرة الغامضة، أن إتقانها هو مسألة تركيز، وصفاء بال، وقدرة على تركيز الطاقة المحيطة، وأن كل إنسان عنده نفس القدر من الطاقة الذي يسمح له بتحريك الأشياء عن بعد، والتأثير في المواد المحيطة به، إلا أن كثيرًا من الناس لا يعرفون شيئًا عن الطاقات التي بداخل أجسامهم، وبالتالي؛ لا يفهمون ما تستطيع عقولهم أن تفعل.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواقع المشاهد في دراسة الخوارق المذكورة في السؤال ونحوها؛ أنها دراسات قائمة على نظريات مجردة، ودعاوى تفتقر إلى دليل إثبات صحتها، فلا تعدو أن تكون تخرصًا وتخمينًا، ومن ثم فلا تعد علمًا محمودًا، وإنما هي من باب اتباع الظن والرجم بالغيب. وقد نهانا الله عن ذلك، فقال سبحانه: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء:36}، وقال تعالى: إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ {يونس:36}.
وقد سئل الدكتور/ وهبة الزحيلي عن علوم ما وراء الطبيعة والخوارق حلال أو حرام، وذكر السائل من جملة ذلك: ... الخروج الأثيري عن الجسد " out of body experience " تحريك الأشياء بالنظر " ....
فكان الجواب: هذه وسائل وهمية، وإن ترتب عليها -أحيانًا- بعض النتائج الصحيحة، ويحرم الاعتماد عليها وممارستها -سواء بالخيال أو الفعل- فإن مصدر العلم الغيبي هو الله وحده، ومن اعتمد على هذه الشعوذات كفر بالله وبالوحي، كما ثبت في صحاح الأحاديث النبوية الواردة في العَّراف، والكاهن، ونحوهما. اهـ.
وبخصوص التصديق بالخوارق: فإن وقوع خوارق العادات جائز عقلًا وشرعًا. وانظر الفتويين: 72419، 52968.
ومن الخوارق: تلك الظواهر المذكورة في السؤال، إن ثبت وقوعها.
والله أعلم.