عنوان الفتوى : المعيار الشرعي لمن ظهر على يديه خارق
رجل يعمل أموراُ غريبة من أكل السم بدون أن يضره وكذلك يدخل السيف في بطنه ويخرجه من ظهره ويقال إن نسبه يرجع آل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهل فعله هذا طبيعي، علماً بأنه رجل عادي وهل نقبل دعوته للطعام وكذلك هل أتزوج من بناته؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الغالب أن من يقوم بهذه الأفعال يكون من أصحاب الدجل وأهل الطلاسم ذوي العلاقات مع الجن، فيفعلون هذه الأمور المستحيلة عادة عن طريق تسخير الشياطين وسحر أعين الناس، قال ابن تيمية: من ظهر على يديه خارق فإنه يوزن بميزان الشرع، فإن كان على استقامة كان ما ظهر على يديه كرامة، ومن لم يكن على استقامة كان ذلك فتنة؛ كما يظهر على يدي الدجال من إحياء الميت وما يظهر من جنته وناره، فإن الله يضل من لا خلاق له بما يظهر على يدي هؤلاء، وأما من تمسك بالشرع الشريف فإنه لو رأى من هؤلاء من يطير في الهواء أو يمشي على الماء فإنه يعلم أن ذلك فتنة للعباد. انتهى، وأصحاب الدجل والسحر هم هم ولو كانوا من آل البيت، فالله عز وجل يقول: إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ {الأنفال:34}.
والواجب هجر هؤلاء في الله وكرههم فيه سبحانه، قال عليه الصلاة والسلام: أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله. أخرجه الطبراني وصححه الألباني.
وعليه؛ فلا يجوز لك قبول دعوته للطعام حتى يتوب إلى الله تعالى.
أما الزواج من بناته، فإن كن مسلمات متمسكات بالشرع الإسلامي من حجاب وصلاة وغير ولا يشاركن أباهن في أفعاله وغيره راضيات عن تصرفاته فلا بأس بالزواج منهن ولا يؤخذن بذنب أبيهن.
والله أعلم.