عنوان الفتوى : مقاطعة أدوية الدول التي تهجمت على سيد المرسلين
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى أما بعد: أنا صيدلاني من فلسطين ونقابة الصيادلة لدينا لم تتخذ موقفا من مقاطعة منتجات الدول التي تهجمت على سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله أجمعين فقمت بموقف فردي بمقاطعة الأدوية والمنتجات من الدول التي تطاولت على أكرم الخلق ولكني فوجئت أني الوحيد الذي قاطعتها فهل أستمر أم ماذا ؟ وسؤال حول الأدوية التي ليس لها بدائل لدينا في سوق الدواء في فلسطين والتي تصنع في الدول المذكورة هل أقاطعها أم ماذا ؟؟؟ وبارك الله فيكم .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فواجب كل مسلم أن يدافع عن دينه ونبيه -صلى الله عليه وسلم-، لأن حب النبي صلى الله عليه وسلم من مرتكزات الإيمان وأساسياته لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". والحديث في الصحيحين وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وإذا رأى المسلمون أن في مقاطعة بضاعة الكفار أو بعض منهم، مصلحة شرعية، كأن تكون وسيلة للدفاع عن المقدسات، فعليهم أن يفعلوا ذلك وأن يلتزموا به.
فكان على نقابة الصيادلة في بلدكم أن تحذو حذو العالم الإسلامي وتقاطع منتجات الدول التي تهجمت على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
واعلم أنك أنت ستكون مأجورا إن شاء الله بما فعلته من المقاطعة. لأن استيرادك للأدوية من غير الدول المعنية سيكون فيه إضرار باقتصاد تلك الدول.
وعليه، فاستمرارك في مقاطعتها –ولو انفردت بذلك من بين جميع الصيادلة- خير لك من الرجوع عنه.
ثم إنه من المستبعد جدا –وأنت أدرى بشأن الصيدلة- أن توجد أدوية من بعض الدول، ولا يمكن إيجاد بدائل لها. ومع ذلك، فإذا افترضنا وجودها فإنه ينظر في مصلحة استيرادها ومفسدتها، ويعمل بما ترجح من ذلك. لأن الشرع حقيقة مبناه على جلب المصالح وتكبيرها ودرء المفاسد وتقليلها.
والله أعلم.