عنوان الفتوى : استثمار الزلازل في الدعوة إلى الله

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

جزاكم الله خيرا وجعل هذه السنة الجديدة مفتاح خير ويمن وبركة وبلغكم مما يرضيه آمالكم سبحانه آمين ..عندي سؤال محير جدا :ما وقع في تسونامي من أهوال تقشعر لها الأبدان ، وقد رأيت بعض المشاهد الحقيقية في بعض وسائل الإعلام لهذه الفاجعة ، و كانت فعلا مفزعة ، و تذكرت ما حدث للأقوام السابقة الذين رفضوا دعوة التوحيد ، مثل قوم لوط عليه السلام هل يمكننا أن نعتبر ما حدث غضب إلهي خصوصا وأنه يوجد في هذه الأماكن من الفواحش والمنكرات والشذوذ والعري والعياذ بالله حتى صارت معروفة على الصعيد العالمي. وهل يمكن استثمار ما حدث في الدعوة إلى الله والاعتبار .و جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يوجد في بعض الأحيان من الأعاصير والزلازل والمشاهد المفزعة ، لا شك أنه يذكر بما حدث للأقوام السابقة الذين رفضوا دعوة التوحيد ، مثل قوم نوح ، وقوم هود ، وقوم صالح ، وقوم لوط ، وغيرهم من الرسل عليهم السلام ، وهذه المشاهد ونحوها إنما هي بأمر الله تعالى ، وقد تحدث عقوبة وزجرا وتخويفا ونحو ذلك ، وقد تكون بسبب تفشي الفواحش والمنكرات ، وهذا هو الغالب على الظن في الحالة المسؤول عنها .

وأما استثمار ما حدث في الدعوة إلى الله والاعتبار ، فإن ذلك هو المنهج الصحيح ، وقد ورد الأمر بمثله ، فالقرأن يدعو إلى السير في الأرض والتأمل في أماكن المعذبين ، حيث تحدث سبحانه في كتابه العزيز عنها في أكثر من آية ، ومن جملة ذلك قوله جلا وعلا : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا { محمد: 10 } وقوله سبحانه : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا  { الروم: 9 } وغير ذلك من الآيات . 

والله أعلم .