عنوان الفتوى : حكم الدعاء بـ(اللهم اجعل لي قدم صدق في الدين والإيمان..)
كنت أدعو بقولي اللهم اجعل لي قدم صدق في الدين اللهم اجعل لي قدم صدق في الإسلام اللهم اجعل لي قدم صدق في الإيمان ، في التقوى، في الأخلاق الخ....والمقصود( قدم الصدق) ثم تحرجت بعد فترة وتوقفت فهل مثل هذا الدعاء جائز وبارك الله فيكم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وأما الدعاء بقولك :(اللهم اجعل لي قدم صدق) فمشروع لأن الله أخبر أن للمؤمنين قدم صدق عنده. فأنت تسأل الله ذلك، فقال سبحانه : وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ {يونس: 2} قال ابن كثير: اختلفوا فيه.. فقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ، يقول: سبقت لهم السعادة في الذكر الأول ، وقال العوفي عن ابن عباس: أن لهم قدم صدق عند ربهم، يقول: أجراً حسنا بما قدموا ، وكذا قال الضحاك والربيع عن أنس وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم. وهذا كقوله تعالى : لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا... الآية {الكهف: 2} وقال مجاهد: أن لهم قدم صدق عند ربهم، قال: الأعمال الصالحة صلاتهم وصومهم وصدقتهم وتسبيحهم. قال: ومحمد صلى الله عليه وسلم يشفع لهم ، وكذا قال زيد بن أسلم ومقاتل بن حيان، وقال قتادة: سلف صدق عند ربهم ، واختار ابن جرير قول مجاهد أنها الأعمال الصالحة التي قدموها. كما يقال: له قدم في الإسلام؛ كقول حسان :
لنا القدم العليا إليك وخلفنا * لأولنا في طاعة الله تابع .
وقول ذي الرمة :
لكم قدم لا ينكر الناس أنها * مع الحسب العادي طمت على البحر . اهـ
وعليه.. فأنت تسأل الله أن يجعل لك قدم الصدق في الإيمان والإسلام والتقوى بمعنى يهيئ الله لك الأعمال الصالحة التي ترقيك في تلك المنازل .
والله أعلم .