عنوان الفتوى : الظن أكذب الحديث
أنا أشك أن لزوجتي علاقة بأحد الأشخاص عن طريق المكالمات الهاتفية، ولكن لا دليل محسوس لدي، علما بأنني طلبت تدخل أهلها وفاتحت هذا الشخص الذي أقسم على القرآن أنها بمثابة أخته وهي كذلك أقسمت أنه بمثابة أخيها وكثيرا ما يحدث بيننا شجار بسبب هذا الموضوع، وكلما أخرج من البيت يسول لي الشيطان أنها تتكلم معه فلا أدري ماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}، وأخرج أبو داود في سننه وابن حبان في صحيحه عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم.
وأخرج أبو داود في سننه عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه أتي برجل فقيل له: هذا فلان تقطر لحيته خمراً فقال: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم.
وبناء على ما سبق فعليك أن تسد على نفسك باب الشكوك والأوهام، وأحسن الظن بأهلك حتى ترى ما يخالف ذلك، وننصحك أن تجعل بيتك منزلاً محمياً بدين الله تعالى وأخلاق الإسلام الحميدة، فإن دين الله يقيم على الإنسان رقيباً من نفسه، فإذا خلا علم أن الله مطلع عليه فلا يقع في أمر يسخط الله تعالى، وإذا غاب الرقيب الإيماني فلا تنفع الرقابة من الزوج أو غيره، وننبه إلى حرمة الاختلاط بين الرجال والنساء في حال عدم مراعاة الضوابط الشرعية كالستر والحشمة والأدب.
والله أعلم.