عنوان الفتوى : رد المرأة الخطاب لحاجتها إلى العمل لتعول أمها
توفي والدي وأنا لم أكمل ربيعي الأول فكرست والدتي حياتها لتلبية حاجاتنا أنا وأخي الدي يكبرني بسنتين تقريبا، فمن علي ربي بعمل رغم أن الراتب لا يبلغ ما تمنيته لأعوض أمي عن حرمانها من أجلنا، فهل سأحاسب لرفضي الزواج من رجل لا يريد لزوجته أن تعمل خارج البيت، خصوصا أنني أعمل لمساعدة والدتي فهي مريضة ومعاشها لا يكفي لدوائها ومصاريفها حيث إن أخي أيضا لا يعمل، فلو كان أخي يعمل ويتحمل مسؤولية أمي والبيت، ربما ما فكرت في العمل، علما بأنني أيضا أرفض الزواج من رجال آخرين بسبب عدم تدينهم مما يزيد المسألة تعقيداً، أرشدوني؟ جزاكم الله خيراً، ولكم مني أحر التشجيعات على هذه الشبكة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت في حرصك على الزواج من صاحب الدين والخلق، فهو الأحرى بأن يحفظ للمرأة دينها، وأن يرعى لها حقها، والزواج من الشعائر العظيمة التي يهدف الشارع منها إلى مقاصد نبيلة، ومنها إعفاف النفس وتكثير النسل وغيرهما، فينبغي للمسلم المبادرة إليه ما أمكن، فإذا تقدم للمرأة صاحب الدين والخلق فينبغي أن ترضى به زوجاً إن لم يكن ثم عذر شرعي يسوغ رفضه، روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. ولا حرج في ترك الزواج للرجل أو المرأة ما لم يخش الوقوع في الحرام، وعليه فلا حرج على الأخت في رد من خطبها لا سيما إذا كانت بحاجة للعمل، وردت الخاطب لكونه لم يسمح لها بالعمل المباح، ولا يتوجه إليها الذم.
إلا أنه لا ينبغي أن يستمر الأمر على هذا الحال دون البحث عن حل، وينبغي أن تصارحي أخاك وتحثيه على البحث عن عمل، بحيث يتمكن من مساعدة أمه والإنفاق عليها، وننبه إلى أن هنالك ضوابط لعمل المرأة تجب مراعاتها، وتراجع هذه الضوابط في الفتوى رقم: 3859.
والله أعلم.