عنوان الفتوى : الدعوة عن طريق المحادثة “الشات”
سؤالي: كيف يمكن دعوة الناس وذلك عن طريق الشات؛ لأني دخلت موقع أفكار دعوية وفيه هذه الفكرة: “الدعوة عبر الشات والمحادثات”؛ حيث إنهم وضعوا فيه عبارات ومواقع تدعو إلى الإسلام.
المهم أعجبتني الفكرة ودخلت أحد المواقع الأجنبية، ووضعت هذه العبارات
ثم سألت أحدهم عن معرفته بالإسلام وعن الله والرسل فكان يسأل من هو الله وما هو القرآن؟… وهكذا. وكيف تعرفون أن الله موجود؟؟
كيف تكون طريقة الرد؟ أريد أن أدعوهم، وأنا الآن أقرأ كتبا في الدعوة حيث لا يمكنني أن أدعو إلا عن علم وبصيرة وحكمة.. هل ما أقوم به صحيح، خصوصا أنني لا أراهم ولا أعرفهم؛ لأنه عن طريق الشات؟
أريد منكم توجيهي ومساعدتي.. هل يمكنني إرسال آيات من القرآن تساعدني في تعريفهم بالدين الإسلامي؟؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فكل مسلم مدعو إلى الدعوة إلى الله عز وجل، وهو ما يعبر عنه في بعض الأحيان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا من خصائص الأمة المحمدية كما قال تعالى: “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر…” الآية الكريمة.
ولكن لا بد أن يكون ذلك على بصيرة وعلم بما ندعو إليه، كل على قدر استطاعته، وهذا كما قال الله عز وجل: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”، ولن تُعرف الحكمة والموعظة الحسنة إلا بالعلم، فلا ينبغي لمسلم أن يتعرض للدعوة وهو جاهل بها؛ لأن هذا قد يوقعه في المحظور، كأن يقول شيئًا يظن أنه صحيح دينيًا وهو ليس كذلك، وقد يوقعه أعداء المسلمين في الحرج وفي الأخطاء.
فالواجب على السائلة أن تتسلح بالعلم بقدر ما يستطاع حتى تكون على بينة مما تدعو إليه، وأن تقصر دعوتها على ما تستطيعه منها كالحض على الصلاة، والنهي عن بعض المنكرات ممن يُظن الاستجابة منهم، والسلوك الطيب الذي هو قدوة أيضًا للآخرين، حتى تقرأ في كتب الحديث والتفسير والفقه ما يعينها على أن تتصدى لهذا الأمر، أو تتركه لأهله.. “فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها”.
على أنه يمكنها أن تستعين بمواقع الإنترنت كهذا الموقع الذي نتكلم منه الآن وغيره ليمدوها بما تحتاج إليه في سبيل الدعوة الصحيحة. والله تعالى أعلم.