عنوان الفتوى : لا ينبغي للأهل تأخير عقد النكاح إلا لمصلحة راجحة

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

أنا فتاة مسلمة مخطوبة منذ 7 أشهر، أؤدي الفرائض وأحفظ من القرآن وخطيبي كذلك، لم أكن أعرفه قبل الخطبة، تمت الخطبة بالطريقة التقليدية، وافق كل الأطراف (أهلي أنا، خطيبي وأهله) وتم تحديد المهر، مع الوقت أحببت خطيبي كثيرا جداً، وهو أيضا وصار هناك تمادي في علاقتنا مثلا، لقد رآني بدون الحجاب، لمسني، قبلني بشغف، لم يحصل علاقة جنسية والعياذ بالله، أنا أعرف أن هناك قولا مفاده أنه إذا كان هناك موافقة من جميع الأطراف على الخطبة وتم تحديد المهر فقد اكتملت بذلك شروط عقد النكاح، وبذلك هذا يعتبر كتب كتاب، لأنه في السابق هكذا كان يتم كتب الكتاب (عقد النكاح)، المشكلة أني أريد أن يلمسني خطيبي وأريد أن يقبلني ولكني أشعر أني أفعل معصية بذلك، أذكر نفسي بالقول الذي ذكرته لك ولكني أحس أني فقط أسعي لتبرئة نفسي مما أفعل، لم أتكلم مع خطيبي عما أحس، ولكني أشعر أنه يؤمن بصحة هذا القول ولذلك لا يشعر، أنه يفعل معصية، ستقول لي لما لا تعقدون عقد النكاح عند شيخ ما وتسجلونه في المحكمة، سأقول لك إن خطيبي عرض ذلك على أهلي ولكنهم يرفضون بشكل قاطع مع أن أمي تدرس الشريعة، ما يغضبني أني لا أفهم لماذا يرفضون مع أنهم يحبون خطيبي جداً جداً ودائما يقولون إنني توفقت بهذا العريس، أحس أن أمي هي الرافضة الأساسية، لقد سمعتها مرة تقول أنها لا تريد كتب الكتاب خوفا من أن يحصل تمادي في علاقتي بخطيبي عن ما كتب الكتاب(أليس هذا حقي، أعني أنه عندئذ يكون زوجي أمام الله)، لقد رأته مرة يلمسني، لماذا لا تمنع ذلك بموافقتها وإقناع والدي بالموافقة على كتب الكتاب، أنا لن أتزوج قبل 10 أشهر لأني أدرس في الجامعة، أحب أن أقول إنني وإخوتي وخطيبي كلنا متعلمون في أحسن الجامعات في لبنان حيث نعيش، خلاصة أني أحب أن يلمسني ويقبلني خطيبي، ولكن لست مرتاحة كثيراً إلى القول أنه بالموافقة وتحديد المهر يمكنني وخطيبي أن نلمس ونقبل بعضنا، مع أني أعتقد أنه اكتملت شروط النكاح، أرجو أن يكون سؤالي سريا وألا تصدوني إذا كان ما أفعل معصية، أريد أيضا إذا كان جوابكم أنه معصية أن تنصحوني كيف أخبر وأقنع خطيبي الذي هو مقتنع تماما أننا لا نفعل معصية، من دون أن يحصل شرخ في علاقتنا، أريد أن أذكرك أنني وخطيبي ملتزمان إلى حد ما ولا نحب أن نعصي الله، ومنذ أن حصلت الخطبة حفظنا سورة يوسف، مريم، الكهف وجزء عمّ. أيضا نحن نحب بعضنا كثيرا مع أننا لم نعرف بعضنا من قبل الخطبة وأنني لم أجبر على الخطبة وليست علاقتي به علاقة تسلط أو استبداد بالرأي، نحن نتناقش في الأمور التي لا نتفق عليها ويحاول أحدنا أن يقنع الآخر، هو أنهى تعليمه الجامعي في الصيدلة منذ 6 سنوات ويعمل منذ ذلك الوقت ومستواه المادي جيد، عمره 30 سنة وأنا عمري 21 سنة، أدرس الفيزياء وأتخرج في شهر حزيران، أرجو أن يكون كل هذا سري ولا تعطى التفاصيل في قصتي في أي محاضرة إلا بشكل عام، أرجو أن يكون الرد سريعا والرجاء نصحي وعدم صدي لأني لا أريد أن أفعل المعصية؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فندعو الله سبحانه أن يوفق أختنا الفاضلة، وييسر أمر زواجها بمن أحبته، وأن يجنبها الوقوع في معصيته، ثم نقول: إن مجرد الموافقة على الزواج -منها ومن أهلها ومن الخاطب وأهله- وتحديد المهر ليس عقد نكاح، فعقد النكاح له صيغة تسمى الإيجاب والقبول، بأن يقول الولي للزوج: زوجتك ابنتي فلانة، فيقول الزوج: قبلت نكاحها، أو نحوه مع الإشهاد على ذلك.

أما مجرد الرضا بالزواج فليس عقد نكاح، قال صاحب المنهاج في الفقه الشافعي: إنما يصح النكاح بإيجاب وهو أن يقول: زوجتك أو أنكحتك، وقبول بأن يقول الزوج (ومثله وكيله) تزوجت أو نكحت، أو قبلت نكاحها. انتهى.

وليس ترسيم النكاح وتوثيقه في المحكمة من العقد، وإنما لحفظ الحقوق. وعليه.. فما تم بينكم إنما هو مجرد خطبة، والخطبة وعد بالزواج، ويمكن فسخها من أي الطرفين، دون أن يترتب عليه حقوق للآخر.

ويبقى الخطيب أجنبي عن المخطوبة حتى يتم عقد النكاح، فلا يجوز له اللمس ولا التقبيل ولا النظر إلا عند إرادة خطبتها فقد أباح له الشرع النظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها ثم يكف بعد ذلك، ثم نقول: ينبغي للأهل عدم تأخير العقد إلا لمصلحة راجحة، ولا يجوز لهم تعريض ابنتهم للوقوع في المعصية، فإذا كانوا قد رضوا بالخطيب في دينه وخلقه، فما المانع من عقد النكاح، ولو مع تأخير الدخول، إذا لم يتيسر في الوقت الحالي، ليجنبوا ابنتهم الوقوع في المعصية.

أما الأخت فننصحها بمحاولة إقناع أهلها بإجراء عقد النكاح، فإن لم يقتنعوا فعليها أن تتقي الله عز وجل، وأن تتعامل مع خطيبها في حدود الشرع، فلا تمكنه من لمسها أو تقبيلها أو نحوه، ولا تختلي به حتى يتم عقد النكاح.

ولها أن تخبر خطيبها بقرارها بالطريقة التي تراها مناسبة، وتبين له حكم الشرع، وإذا كان كما ذكرت من الالتزام، فإنه سيتقبل الأمر، وسيزيد حبه وتمسكه بها، لكونها تحفظ عرضها، إلا في ما أحله الله عز وجل.

والله أعلم.